كشفت مصادر عراقية موثوقة ل«عكاظ»، أن قوى موالية لطهران تمارس التهديد والترهيب على مرجعيات سنية لإجبارها على اتخاذ مواقف تبعد شبهة تورط الملالي في قتل المتظاهرين؛ وهو الأمر الذي تخفيه نتائج التحقيق في هذه القضية حتى الآن. وبحسب المصادر ذاتها، أصدرت إيران تعليمات مشددة لأذرعها في العراق بإعادة انتشار مليشيا الحشد الشعبي لمنع سقوط الحكومة ونشر مليشيا إضافية في جميع المحافظات التي تشهد احتجاجات. وفيما سقط 8 قتلى من المحتجين بالرصاص الحي في بغداد وكربلاء، تجمع آلاف المتظاهرين في وسط بغداد أمس (الإثنين)، متحدين دعوة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي لإنهاء الاحتجاجات التي يقول إنها تكلف الاقتصاد مليارات الدولارات وتعطل الحياة اليومية. وقال متظاهر في ساحة التحرير ببغداد «الشباب عانوا مصاعب اقتصادية وانفجارات وقمعا. نريد استئصال شأفة هذه النخبة السياسية بالكامل. نريد التخلص من هذه العصابة وربما بعدها نستطيع الراحة». وبدأ الناشطون والمحتجون في العاصمة إضراباً عاماً بدءا من أمس حتى إشعار آخر، كما قطع المتظاهرون عددا من الطرق في بغداد والنجف وغيرهما من المحافظات، للضغط على السلطة لتحقيق المطالب. يأتي ذلك فيما حذرت قيادة القوات المسلحة العراقية من أن الحرق والتدمير على جسر الجمهورية قد يؤدي إلى انهياره. في غضون ذلك، أكدت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أن الهجوم على القنصلية الإيرانية في كربلاء علامة على تصاعد الغضب العراقي ضد التدخلات الإيرانية، وألمحت إلى أن رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي تراجع عن استقالته.وفي أحدث علامة على تصاعد الغضب ضد تورط طهران في شؤون العراق، هاجم محتجون عراقيون قنصلية الملالي في كربلاء وصعدوا على جدران القنصلية ورفعوا العلم العراقي عليها في وقت متأخر من مساء أمس الأول. وكتب المتظاهرون على الجدار الخارجي «كربلاء حرة.. إيران برا»، كما أشعل آخرون إطارات سيارات حول القنصلية وعند أحد أبوابها. وأعلنت مصادر طبية مقتل 3 متظاهرين بالرصاص أمام القنصلية. ويتهم المحتجون طهران بأنها خلف النظام السياسي «الفاسد» الذي يطالبون ب«إسقاطه». وما أجج غضب المحتجين الزيارات المتكررة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني للعراق، وتصريحات المرشد علي خامنئي عن وجود «مخططات من الأعداء لإثارة الفوضى وتقويض الأمن في بعض دول المنطقة». وتصاعد الغضب ضد إيران، خاصة في المحافظات الجنوبية حيث تتمتع طهران بأكبر قدر من النفوذ، خصوصاً كربلاء. وأحرق محتجون عراقيون العام الماضي القنصلية الإيرانية في البصرة في هجوم مماثل. وحمل المتظاهرون في كربلاء الأسبوع الماضي لافتات كتب عليها «إيران هي سبب الكارثة». من جانب آخر، وجه متظاهر عراقي رسالة لقاسم سليماني، مفادها بأن وجوده غير مرغوب به، ومشدداً على أن العراق بلد عربي وهو للعراقيين، وأنه لن يكون أبداً جزءاً من إيران. وقال المتظاهر في مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل أمس «الأجساد تموت اليوم بعد شهر بعد سنة بعد سنتين.. على فراش الموت.. بس يا محلاه الموت هنا..». وأضاف مخاطبا سليماني: إذا صورولك السياسيون أن الشيعة مرحبون بيك، فهاي الشيعة داسوا على صور أسيادك ومراجعك وغيرهم.. انس أن يكون العراق جزءا من إيران».