تدفق العراقيون بكثافة أمس (الأحد) إلى شوارع العاصمة ومدن جنوبية عدة في إضراب عام يمهد للدخول في عصيان مدني يعيد الزخم للانتفاضة المتواصلة منذ أسابيع للمطالبة ب«إسقاط النظام». وشمل الدوائر الحكومية والخاصة والمدارس والجامعات تلبية لدعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وناشطين. وقال موقع ل«السومرية نيوز» إن الطلاب والدوائر الحكومية وأصحاب المحال التجارية في محافظة كربلاء يشاركون في الإضراب العام. وأكد شهود عيان اندلاع حريق هائل في شارع الرشيد وسط بغداد. ويواجه المحتجون يومياً محاولات القوات الأمنية لصدهم بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع. وتوقف العمل في غالبية مدن الجنوب من البصرة وصولاً إلى الكوت والنجف والديوانية والحلة والناصرية، وأغلقت الدوائر الحكومية والمدارس. وأقدم المتظاهرون في البصرة على حرق إطارات لقطع الطرق ومنع الموظفين من الوصول إلى عملهم. وأعلنت الحكومات المحلية في محافظات بينها بابل وواسط وذي قار، اعتبار (الأحد) عطلة رسمية. وفي مدينة الحلة، حيث أغلقت الدوائر والمدارس، خرج آلاف بينهم طلبة وموظفون حكوميون للاعتصام أمام مبنى مجلس المحافظة في وسط المدينة. وقال المحامي والناشط المدني حسان الطوفان إن «المظاهرات تمثل تصدياً للفساد والعمل من أجل الخلاص من الظلم». وأكد «سنواصل التظاهر والإضراب العام مع كل العراقيين حتى إرغام الحكومة على الاستقالة». في غضون ذلك، احتشد آلاف المتظاهرين في ساحة التحرير الرمزية وساحة الخلاني القريبة وعند جسر السنك، فيما فرضت قوات الأمن إجراءت مشددة حول مواقع التجمع. وكان الصدر دعا إلى إضراب عام طوعي أمس، وأفاد مصدر أمني عراقي أن تعزيزات عسكرية دخلت إلى قضاء الغراف في محافظة ذي قار لمنع المتظاهرين من حرق بيوت المسؤولين، حيث تدور مواجهات بين القوات الأمنية والمتظاهرين لمنعهم من التوجه إلى منزل مدير بلدية الغراف. ورفع أهالي ذي قار أمس الأول شعارات ضد «الاحتلال الإيراني» منددين بقائد فيلق القدس قاسم سليماني. وكشفت الاحتجاجات عن استياء العديد من العراقيين من بسط النفوذ الإيراني على بلادهم.