بدأ المئات من أنصار رجل الدين مقتدى الصدر أمس، إضراباً عن الطعام يستمر حتى الاثنين المقبل، احتجاجاً على تفشي الفساد في مؤسسات الدولة، ودعماً لإجراءات الإصلاح، وفق ضوابط استثنت النساء من الإضراب في الأماكن العامة، فيما قلل مسؤول في التحالف الشيعي من أهمية هذا التحرك «لأن الكتل السياسية لن تتخلى عن مشاركتها في تشكيل الحكومة». وأعلن ممثل مكتب «الشهيد الصدر في النجف» أحمد الحسيناوي أن «المئات من أنصار التيار الصدري في المحافظة أضربوا عن الطعام لمدة ثلاثة أيام، تلبية لدعوة السيد القائد»، وأضاف أن «هدف الإضراب الضغط على الحكومة لتنفيذ الإصلاح الشامل»، وحضها على «تلبية مطالب المضربين كإثبات لحرصها على الشعب ومصالحه العليا». وبدأ أمس العشرات في محافظاتكركوك والديوانية والكوت إضراباً عن الطعام بعد انتهاء صلاة الجمعة. ووجه مكتب الصدر في النجف اتباعه ب»عدم التنقل بين المحافظات والأقضية للحفاظ على انسيابية ونظامية الإضراب». وقال النائب برهان المعموري، من «كتلة الأحرار» ل»الحياة» إن الإضراب «رسالة أخرى إلى رئيس الوزراء حيدر العبادي مفادها ضرورة الإسراع في تنفيذ الإصلاحات التي وعد بها الشعب والالتزام بتصريحاته الخاصة بحكومة تكنوقراط، ونحن، حتى الآن، لم نلمس إصلاحات واقعية ولا ملاحقة المسؤولين الفاسدين بسبب الضغوط السياسية التي تمارسها الأحزاب على العبادي، وعليه الاختيار بين الشعب وهذه الأحزاب». وأشار إلى «خطوات أخرى سيعلن عنها زعيم التيار في حال تنصل رئيس الحكومة من التزامه الإصلاحات التي يريدها الشعب وليس القوى السياسية»، ولم يفصح عن طبيعة هذه الخطوات. إلى ذلك، قلل سياسي رفيع المستوى في «التحالف الوطني» الشيعي من أهمية احتجاجات الصدر، وقال ل»الحياة» إن «الإضراب لن يغير إصرار الكتل السياسية على تشكيل حكومة لا تخرج من عباءتها». وتابع إن «الصدر يدرك تماماً هذا الأمر حتى وإن قرر اللجوء إلى خطوات أخرى للاحتجاج على الفساد بينما رئيس الوزراء يبحث مع الكتل في آليات الإصلاح بعيداً من تحرك الصدر الذي قاطع كل المحادثات». وكان الصدر دعا الجمعة الماضي الموظفين إلى الإضراب عن العمل، يومي الأحد والاثنين، للضغط على الحكومة، وحضهم على البقاء أمام دوائرهم من دون عمل باستثناء الأمور الطارئة والحساسة، ودعا المواطنين إلى الإضراب عن الطعام في المساجد والكنائس، ليومين متتاليين. وجاء في بيان لمكتبه أن «الإضراب يكون عن الطعام فقط في المساجد والحسينيات، ويبدأ بعد صلاة الجمعة ولغاية فجر الأحد»، في بغدادومحافظات بابل وكربلاء والنجف وواسط والسماوة وميسان وذي قار والبصرة». وأعفى النساء من الإضراب في الأماكن العامة، وأكد أنهن مكلفات الإضراب داخل المنازل أو أماكن العمل لأن العراق في حاجة إلى جهودهن». وترافق احتجاجات أنصار الصدر إجراءات مشددة، إذ قطعت قوات الأمن الطرق المؤدية إلى ساحة التحرير وسط بغداد، لتأمين تظاهرة شعبية للتيار المدني، كما أغلقت جسر الجمهورية وميداني الخلاني والطيران ونفق السعدون وشارع أبو نواس.