بعد أقل من 48 ساعة من حوار الرئيس ميشال عون الذي استفز الشارع اللبناني، رد أمس (الخميس) على المتظاهرين بشكل مقتضب: أن المطالب التي رفعها المعتصمون في الساحات هي موضع متابعة وستكون أول أهداف الحكومة التي نعمل على تشكيلها في القريب العاجل، في حين واصل رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، توجيه الاتهامات والانتقادات للاحتجاجات اللبنانية التي أصبحت شبه يومية، فغرد على حسابه بتويتر بالقول: «الأولوية اليوم لتشكيل حكومة إنقاذ ومنع الفكر التخريبي من أخذ البلد إلى الصدام. حذارِ من جدران العزل وتقطيع الأوصال وجر الناس إلى الاقتتال. وإلى التيار الوطني الحر أقول: ممنوع ردة الفعل لأن المؤامرة بدأت تنكشف والناس الطيّبيون بالحراك وبالبيوت كفيلون بإسقاطها». من جهته، تمكن الجيش اللبناني من فتح بعض الطرقات خصوصاً تلك التي أثارت حفيظة باسيل كنفق نهر الكلب الذي عمد المحتجون إلى قطعه عبر جدار عازل، الأمر الذي دفع الوزير إلى توظيفه بما يخدم مصالحه، موجهاً أصابع الاتهام إلى القوات اللبنانية وأنها مقدمة لحرب أهلية، إلا ان المحتجين نفوا هذه المزاعم، مؤكدين أنه تعبير عن حالة غضب وليس أكثر، وقاموا بهدمه واستبداله بالورود تأكيداً على سلميتهم. وأشارت مصادر مقربة من باسيل أمس إلى أن «أكثر ما يقلق باسيل والتيار الوطني الحر هو المحاولة الخطيرة التي يقوم بها البعض لتقطيع أوصال المناطق عن بعضها البعض والدفع باتجاه صدام يؤدي إلى الاقتتال وضرب السلم الأهلي ويدخل البلاد في فتنة يتحمل مسؤوليتها أصحاب المشاريع المليشياوية في البلاد». وتابعت المصادر: الوزير جبران باسيل أبلغ البطريرك الراعي خلال اللقاء الذي عقد صباح أمس أن التشاور بشأن تشكيل الحكومة بلغ مرحلة متقدمة وأن التيار الوطني الحر قدّم كل التسهيلات وهو من أكثر المستعجلين لتشكيل الحكومة التي تلبي مطالب الناس وتحظى بالثقة النيابية. وأكدت المصادر أنّ المهم بالنسبة إلى التيار الوطني الحر هو ولادة الحكومة وتفادي أي خطوة ناقصة قد تدخل البلاد في المجهول أو تسبب مشكلة يصعب الخروج منها. من جهته، عضو كتلة القوات اللبنانية النائب عماد واكيم عبر حسابه على «تويتر»، قال: «باسيل أبلغ البطريرك الراعي عن قلقه حيال ضرب السلم الأهلي والدفع باتجاه صدام يؤدي إلى الاقتتال وإدخال البلاد في فتنة. سيد جبران من أطلق النار بالأمس في جل الديب؟ من يدفع لضرب الجيش بشعبه؟ من هم حماة الديار وإلى ماذا يدعون؟ كفاك هراءً لبنان يحتضر». على صعيد آخر، نشطت الحركة الدبلوماسية باتجاه لبنان، فبعد زيارة الموفد الفرنسي الأربعاء، وصل وزير الدفاع الإيطالي لورينزو غويريني إلى بيروت أمس للقاء كبار المسؤولين في زيارة تستمر يومين.