توقع اقتصاديون ل«عكاظ» أن يعيد طرح أرامكو في السوق المالية أفرادا كثيرين إلى منصة «تداول»، مشيرين إلى شريحة واسعة من صغار المستثمرين هجرت الاستثمار في «تاسي» نتيجة التعرض لخسائر كبيرة جراء الممارسات الخاطئة في المضاربة. وذكروا، أن الاكتتاب العام الأولي لأرامكو يعد الأكبر في العالم على الإطلاق، مؤكدين أن الأسواق العالمية تترقب طرح الشركة للاكتتاب كأكبر طرح في العالم بعد شركة علي بابا؛ مضيفين أن أرامكو أكبر شركات الطاقة العالمية وأكثرها ربحية في العالم حيث توفر 10% من إمدادات النفط عالميًا، حيث تقدر القيمة السوقية بأكثر من تريليوني دولار ويعتبر تعزيزا لدورها المحوري في الاقتصاد العالمي. وشدد عضو الجمعية السعودية للاقتصاد الدكتور عبدالله بن أحمد المغلوث، على ضرورة وضع المكتتب الفرد عدة أمور في الاعتبار وهي أن أرامكو فرصة استثمارية نوعية، ويجب أيضا عدم التسرع لتحقيق ربح سريع بعد إدراج السهم للتداول، ويجب أيضا عدم الاقتراض بفوائد عالية أو الاكتتاب بموقف تمويلي عال يجعلك تحت الضغط للبيع في حال نزول سعر السهم، وأيضا يجب الاستعانة بالوقت في استغلال الفرصة فهناك حافز مميز للأفراد لمن يحتفظ بأسهمه لفترة 180 يوما سيحصل على سهم مجاني مقابل كل عشرة أسهم يكتتب بها. وذكر أن أرامكو أطلقت حوافز تتضمن منح أسهم مجانية للمواطنين، حيث سيحصل بعض المكتتبين السعوديين الأفراد ممن يحتفظون بملكية أسهمهم بشكل مستمر ودون انقطاع لمدة 180 يومًا على سهم مجاني لكل 10 أسهم يشترونها عند الاكتتاب بما يصل إلى 100 سهم مجاني. وأوضح رئيس غرفة الشرقية السابق عبدالرحمن العطيشان ل«عكاظ» أن أرامكو بما تمثل من ثقل اقتصادي يستوجب انتهاج سياسة شفافة للغاية، عبر تقديم المزيد من المعلومات والبيانات اللازمة، لاسيما أن أرامكو تمثل ثقلا اقتصاديا كبيرا، ليس على مستوى المملكة وإنما على المستوى العالمي، مضيفا أن التحول الاقتصادي بمثابة عمل متقدم اقتصاديا بالمملكة، مشيرا إلى أن خطة التحول الاقتصادي ستقلص من الاعتماد على النفط، حيث ستركز على القطاعات الأخرى بنسبة 80% فيما ستتراجع نسبة الاعتماد على النفط 20%، لافتا إلى أن الصندوق السيادي بالمملكة سيكون من أكبر الصناديق السياسية على المستوى العالمي. وذكر أن رؤية التحول الاقتصادي ستسهم في خلق فرص استثمارية للشركات التجارية، مما يعطي الدولة القدرة على فرض الاشتراطات، مشيرا إلى أن التحول الاقتصادي بمثابة المضمار في السباق، الأمر الذي يستدعي من الطرف الآخر رفع مستوى اللياقة للفوز بالسباق. وقال أستاذ المالية والاقتصاد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور علي العلق ل«عكاظ» إن السوق المالية المحلية ليست قادرة على استيعاب قيمة الإصدار الكبيرة «7 تريليونات ريال»، مضيفا أن أرامكو السعودية ستكون بعد الاكتتاب إحدى الشركات العالمية مما يستدعي وجود استثمارات خارجية، مشيرا إلى أن طرح أسهم أرامكو السعودية في البورصات العالمية يستلزم وضع ضوابط صارمة، في ما يتعلق بالحوكمة والشفافية والإفصاح عن مداخيل واحتياطيات الشركة، مضيفا أن المستثمر الأجنبي لن يضخ أموالا بدون التعرف على الكثير من المعلومات والحصول على جميع البيانات المتعلقة بشؤون الشركة، مشيرا إلى أن الانعكاسات المترتبة على وجود أرامكو في البورصات العالمية وكذلك في السوق المالية الوطنية، تتمثل في وجود عدالة في تقييم السعر، مضيفا أن عملية تحديد قيمة سعر السهم متربط بعملية التقييم وعلى ربحية الشركة وكذلك على أسعار النفط العالمية، لافتا إلى أن قيمة السهم ستكون موحدة في جميع البورصات العالمية باستثناء اختلاف العملات في البلدان المختلفة، خصوصا أن غالبية الأسواق العالمية مرتبطة ببعضها البعض إلكترونيا. وقال الدكتور تيسير الخنيزي «خبير اقتصادي» ل«عكاظ» إن عملية اختيار ثلاث بورصات عالمية للطرح الأولي لجزء من أرامكو السعودية مرتبط بقيمة الاكتتاب العالية، خصوصا أن إمكانية تغطية قيمة الأسهم ستكون صعبة للغاية بالسيولة المحلية، إضافة إلى محاولة استقطاب رؤوس الأموال العالمية، مشددا على ضرورة رفع مستوى الشفافية في عملية تقييم نسبة الطرح الأولي (5%)، خصوصا أن الطرح يعتبر أكبر عملية اكتتاب على المستوى العالمي، داعيا لإعطاء الإفصاح أهمية بالغة في عملية تقييم سعر السهم وكذلك عملية تقييم أصول الشركة.