اعتبر خبراء اقتصاديون ل«عكاظ» اختيار بنوك عالمية ومحلية لطرح 5% من أسهم «أرامكو السعودية» مرتبطا بقيمة الطرح المرتفعة، والتي تتجاوز 100 مليار دولار، مشيرين إلى أن السوق المحلية ليست قادرة على تغطية هذه المبالغ الكبيرة، الأمر الذي يتطلب دخول مستثمرين عالميين لتغطية قيمة الطرح الأولي، إضافة إلى ذلك فإن المملكة تحاول تعزيز مستوى الشفافية في عملية الطرح، من خلال إيجاد المناخات المناسبة للتقييم العادل، مما يشجع رؤوس الأموال الخارجية على الاستثمار في الشركة. وقال الدكتور تيسير الخنيزي خبير اقتصادي ل«عكاظ» إن عملية اختيار بنوك عالمية للطرح الأولي لجزء من أرامكو السعودية مرتبط بقيمة الاكتتاب العالية، بغرض استقطاب رؤوس الأموال العالمية، مشددا على ضرورة رفع مستوى الشفافية في عملية تقييم نسبة الطرح الأولي«5%»،خصوصا أن الطرح يعتبر أكبر عملية اكتتاب على المستوى العالمي، داعيا لإعطاء الإفصاح أهمية بالغة في عملية تقييم سعر السهم وكذلك عملية تقييم أصول الشركة، مضيفا أن عملية الطرح في البورصات العالمية تستدعي الإفصاح والشفافية العالية. وأضاف أن هناك الكثير من التساؤلات، لاسيما بالنسبة لاعتماد التقييم العادل لقيمة السهم، فهل يتم التقييم وفقا لما تمتلكه الشركة من شركات تابعة، وما هي الآلية المتبعة لتقييم الأصول في باطن الأرض «النفط»، لافتا إلى أن هناك العديد من الأسئلة تتطلب إجابات، خصوصا أن سلعة النفط خاضعة للعرض والطلب وكم سيبلغ السعر في غضون العقد أو العقدين القادمين، ما هي الأدوات المتبعة للمكاتب الاستشارية في عملية تقييم الأصول وبالتالي تحديد سعر السهم، مؤكدا أن المستثمر الأجنبي سيحاول الحصول على مثل هذه الإجابات قبل الإقدام على خطوة الشراء، لاسيما أن المستثمر يضع عنصر المخاطر في الحسبان في جميع الاستثمارات. وأوضح رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية السابق عبدالرحمن العطيشان ل«عكاظ» أن أرامكو بما تمثل من ثقل اقتصادي يستوجب انتهاج سياسة شفافة للغاية، عبر تقديم المزيد من المعلومات والبيانات اللازمة، مشيرا إلى أن خطة التحول الاقتصادي ستقلص من الاعتماد على النفط، حيث ستركز على القطاعات الأخرى بنسبة 80% فيما ستتراجع نسبة الاعتماد على النفط 20%. وذكر أن رؤية التحول الاقتصادي ستسهم في خلق فرص استثمارية للشركات التجارية، مما يعطي الدولة القدرة على فرض الاشتراطات، موضحا أن عملية ضخ الاستثمارات في أسهم أرامكو السعودية لن يكون مقتصرا على الشركات ذات العلاقة بصناعة النفط، إذ سيكون المجال مفتوحا لكافة الشرائح الاجتماعية سواء في الداخل أو الخارج للاستثمار، مؤكدا أن أرامكو السعودية باعتبارها من الشركات النفطية العملاقة في العالم ستكون على غرار الشركات البترولية الكبرى مثل شيفرون، حيث تتاح للاستثمار من كافة الشرائح الاجتماعية. وقال الدكتور علي العلق أستاذ المالية والاقتصاد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ل«عكاظ»، إن اختيار تلك البنوك العالمية مرتبط بالقيمة العالية لعملية الطرح الأولي لجزء من أسهم شركة أرامكو السعودية، لافتا إلى أن السوق المالية المحلية ليست قادرة على استيعاب قيمة الإصدار الكبيرة «7 تريليونات ريال»، مضيفا أن أرامكو السعودية ستكون بعد الاكتتاب إحدى الشركات العالمية مما يستدعي وجود استثمارات خارجية، مرجحا تخصيص جزء من الاكتتاب للسوق المحلية والجزء الآخر للأسواق العالمية.