أثار مقتل زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي تساؤلات عدة حول مصير ومستقبل التنظيم الإرهابي، وما إذا كان قادرا على الاستمرار، أم أن نهاية «الخليفة المزعوم» سوف تضع حدا لهذا التنظيم الدموي. لا يعتقد كثيرون أن قتل أو انتحار البغدادي يمكن أن يؤدي إلى مقتل الفكرة ذاتها التي بني عليها «داعش» وهي فكرة الإرهاب والترويع والذبح والسبي، لكن بالمقابل يرى آخرون أن مقتل زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن قد أضعف كثيرا جدا إن لم يكن قد أنهى هذا التنظيم، وبالقياس فإن سقوط البغدادي من شأنه أن يفتت شمل هذه الفكرة الدموية، خصوصا بعد الهزائم المتلاحقة له في سورية والعراق. لكن يبدو أن مقتل «البغدادي وبن لادن» لم يقض على الإرهاب كظاهرة خطيرة وآفة لا تزال تهدد المجتمعات، صحيح أنه دفن مرحلة ما، لكن إذا كان الإرهاب لا ينمو إلا في بيئات حاضنة ومشجعة، فإن هناك دولا لا تزال ترعى التنظيمات الإرهابية والإرهابيين وتقدم لهم الدعم المالي واللوجستي، ولعل المثال الأبرز على ذلك: تنظيم الحمدين في قطر، ونظام أردوغان في تركيا، فهذان النظامان لهما سجل كبير في دعم وتمويل وإيواء جماعات التطرف والإرهاب. ولعل ما كشفته وسائل إعلام غربية عن احتضان النظام التركي للدواعش وتسهيل مرورهم إلى سورية والعراق دليل على أن الإرهاب تقف وراءه دول بالدعم والمساندة والاحتضان. ومن هنا، فإن نهاية البغدادي تضع نهاية لمرحلة ما من عمر الإرهاب، لكنها لن تقضي نهائيا على الظاهرة، طالما أن هناك محتضنين لها مثل الدوحة وأنقرة.