أضحت الرياض بوصلة العالم، إذ يتقاطر عليها صناع القرار السياسي والاقتصادي والاستثماري والمؤسسات العالمية التجارية والاستثمارية المؤثرة في الساحة العالمية، لاستكشاف فرص الاستثمار في السعودية المتجددة التي أصبحت قبلة العالم ولاعبة رئيسية في رسم مشهد الاستثمار وتشكيل مستقبل الاقتصاد العالمي. وحققت المملكة المركز الأول عالميا في إصلاحات بيئة الأعمال بين 190 دولة تسهيلاً لممارسي الأعمال في تقرير DOING BUSINESS 2020، ضمن مؤشر سهولة ممارسة الأعمال الصادر من البنك الدولي. الرياض على موعد جديد لتكون قاعدة ومنصة دولية للنقاش والعصف الذهني الذي يقوده صناع القرار وقادة الاستثمار والاقتصاد العالمي لاستكشاف الاتجاهات الاقتصادية والفرص القادمة، وتسليط الضوء على الصناعات المستقبلية، وإثراء النقاش حول مدى قدرة الاستثمار على الإسهام بدفع عجلة التنمية في العالم، في منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار في نسخته ال3، الذي يعقد في الرياض الثلاثاء القادم تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ورئاسة ولي العهد رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة الأمير محمد بن سلمان، الذي يقود الحراك بهدوء وصمت، ويسعى للبناء والتنمية، وينادي بالتطور والتحديث، ويعمل لتعزيز العلاقات الدولية وخدمة المصالح المشتركة. وتتبنى مبادرة مستقبل الاستثمار في نسختها ال3 بشكل رئيسي موضوع «ما هو مستقبل عالم الأعمال؟»، إذ تركز الفعالية على محاور رئيسية، منها: مستقبل مستدام: استكشاف نماذج جديدة للابتكار والاستثمار تساهم في تعزيز العوائد المالية وتدعم الاستدامة في جوانب الحياة، والتقنية لمصلحة الجميع: وضع السياسات التنظيمية والتجارية لتوجيه النمو المستقبلي في قطاع التقنية ومجتمع متقدم وتأسيس الأنظمة وتبني الثقافة. وسيتضمن برنامج مبادرة مستقبل الاستثمار للعام 2019 الذي سيستمر 3 أيام، جلسات حوارية عامة، و3 قمم، ومجموعة من ورش العمل تتناول تأثير التغييرات في الجوانب التجارية والترفيهية والمجتمعية وانعكاسها على دفع عجلة الابتكار وخلق الفرص الاستثمارية. ويشارك فيها رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي، ومستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، ووزير الخزانة ستيفن منوتشين وعدد من الوزراء. ومن المنتظر مشاركة العديد من كبار مسؤولي البنوك وشركات الاستثمار المالي الأمريكية الكبرى مثل «مايك كوربات» من مجموعة «سيتي جروب» المصرفية، ولاري فينك من «بلاك روك». وأضحت مبادرة مستقبل الاستثمار منصة دولية رائدة في مجال الاستثمار لتشجيع التواصل العالمي بين المستثمرين والمبتكرين والقادة الذين يتمتعون بالقدرة على تشكيل مستقبل الاستثمار العالمي، إذ تهدف إلى استغلال الفرص الاستثمارية لدفع عجلة النمو الاقتصادي، وتمكين الابتكار وتفعيل التقنيات المتقدمة. وأثبتت مبادرة مستقبل الاستثمار منذ انطلاقها في 2017 أنها منصة أساسية لتشجيع التواصل العالمي بين المستثمرين والمبتكرين والحكومات، إضافة إلى قادة القطاعات الاقتصادية. وشهدت الدورة الثانية من المبادرة في 2018 إعلان اتفاقات تجاوزت قيمتها 60 مليار دولار (225 مليار ريال). وتسلط مبادرة مستقبل الاستثمار الضوء هذا العام على 3 ركائز رئيسية تتضمن المستقبل المستدام بهدف استكشاف الابتكارات الجديدة، ونماذج الاستثمار التي يمكن أن تدعم الاستثمار والأرباح، إلى جانب طرح مفهوم التكنولوجيا من أجل الخير التي تتمحور في السياسات التي يمكن أن توجه النمو المستقبلي للصناعة والتكنولوجيا. وتعتبر مبادرة مستقبل الاستثمار التي يتبناها صندوق الاستثمارات العامة الذي يرأس مجلس إدارته ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فرصة لاستكشاف الاتجاهات والفرص والتحديات. ويؤمن الأمير محمد بن سلمان بأن الدولة لا بد أن تكون في مصاف الدول المتقدمة، من خلال المشاريع التنموية والخطط الخمسية، إذ قدم سموه رؤية 2030 التي تعتبر تغييرا في قواعد اللعبة، وأتت شاملة لكل نواحي الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. وبانعقاد منتدى مبادرة المستقبل بكامل عناصر نجاحه من قادة الاستثمار في العالم، فإن المملكة ترسل رسالة للعالم أن البيئة الاستثمارية واعدة وآمنة، إذ باتت المملكة اليوم ضمن أهم الوجهات الاستثمارية في العالم، وبوصلة للاستثمار العالمي.. الرياض لا تتثاءب.