أكد السفير السعودي في نيودلهي سعود الساطي في حواره مع «عكاظ»، أن زيارة رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي إلى الرياض الثلاثاء القادم، تعكس الدفء والتطور المتزايد بين الرياضونيودلهي، إذ وسّع البلدان في الأعوام الماضية التعاون الثنائي في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة والأمن. وبين السفير الساطي أن الزيارة ستشهد الإعلان عن تأسيس مجلس الشراكة الإستراتيجية السعودية - الهندية الذي وافق البلدان على إنشائه خلال زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الهند في فبراير الماضي 2019، مؤكدا أنه سيتم خلال الزيارة التوقيع على عدد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم التي ستساهم في تعزيز الشراكة الإستراتيجية وفتح المزيد من آفاق التعاون المشترك بين البلدين، خصوصا في مجال الطاقة والتجارة والاستثمار. وأوضح أن النقاش بين القيادتين السعودية والهندية سيتمحور في استعراض مجمل العلاقات وسبل تكثيف التعاون في مجال الطاقة، واستكشاف سبل تعزيز التعاون التجاري والاستثماري، وتنويع التجارة، والاستفادة من فرص الشراكة المتاحة في البلدين. وفيما يلي نص الحوار:صداقة وشراكة قوية • كيف تنظرون إلى أهمية زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى المملكة الثلاثاء القادم، خصوصا أنها تعتبر الأولى بعد فوزه في الانتخابات البرلمانية، وانعكاسات الزيارة لتوسيع قاعدة الشراكة الإستراتيجية بين الرياضونيودلهي في جميع الميادين السياسية والاقتصادية والاستثمارية؟ •• السعودية والهند تربطهما علاقات صداقة وشراكة إستراتيجية قوية تقوم على أساس من الروابط الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تمتد إلى قرون عدة، وزيارة رئيس الوزراء الهندي للرياض مهمة للغاية؛ نظرا لمكانة البلدين السياسية والاقتصادية في المنطقة والعالم، وعلاقات الشراكة الإستراتيجية التي تربطهما، والمصالح الكبيرة المشتركة بينهما، والإمكانات الواسعة لتطوير شراكتهما. وهذه الزيارة الثانية لدولته إلى المملكة بعد الزيارة الأولى في عام 2016 التي ساهمت في تعميق وتعزيز علاقاتنا الثنائية. وترمز الزيارة إلى الدفء والتطور المتزايد في صداقتنا، إذ وسّع البلدان في الأعوام الماضية التعاون الثنائي في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة والأمن والثقافة. ومن المرتقب أن تشهد الزيارة الإعلان عن تأسيس مجلس الشراكة الإستراتيجية السعودية - الهندية الذي وافق البلدان على إنشائه خلال زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الهند في شهر فبراير 2019، كما سيتم خلال الزيارة التوقيع على عدد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم التي ستساهم في تعزيز الشراكة الإستراتيجية وفتح المزيد من آفاق التعاون المشترك بين البلدين، خصوصا في مجال الطاقة والتجارة والاستثمار. نيودلهي شريكة رئيسية في 2030 • إلى أي مدى يمكن أن تكون الهند شريكة إستراتيجية في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030؟ •• الهند أحد شركاء المملكة الإستراتيجيين في تحقيق أهداف رؤية 2030، وهي قوة عالمية ناشئة، ولديها اقتصاد ضخم يعتبر واحدا من أسرع الاقتصادات نموا في العالم حاليا، وسوق كبيرة واعدة، وإمكانات تقنية وعلمية، ولكل هذه الجوانب تشكل الهند أهمية إستراتيجية للمملكة سياسيا واقتصاديا وفي مجالات أخرى عدة. وللهند كذلك مصالح مهمة ترتبط بالسعودية، التي تمثل أكبر اقتصاد في المنطقة، وهي حاليا أكبر مزود للهند بالنفط، ورابع أكبر شريك تجاري لها، وتمثل واحدة من أكبر الأسواق للمنتجات والخدمات الهندية، وللشركات والمؤسسات الهندية حضور جيد ومساهمة ملحوظة في تقديم الخدمات الهندسية والاستشارية وتنفيذ المشاريع الكبيرة بالمملكة، إضافة إلى استضافة السعودية نحو 3 ملايين من المواطنين الهنود الذين يعملون في كافة مجالات ومستويات سوق العمل في المملكة. قضايا الطاقة • ما هي القضايا التي ستتم مناقشتها في لقاء القمة بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ورئيس الوزراء الهندي مودي؟ •• المباحثات بين الجانبين ستستعرض مجمل العلاقات الثنائية، وسبل تكثيف التعاون في مجال الطاقة، واستكشاف سبل تعزيز التعاون التجاري والاستثماري، وتنويع التجارة، والاستفادة من فرص الشراكة المتاحة في البلدين في مختلف القطاعات، ويشارك رئيس الوزراء مودي في قمة مبادرة مستقبل الاستثمار، ويلقي كلمة فيها، وهذا المؤتمر كما تعلمون يمثل جزءا من البرامج الهادفة لتحقيق رؤية ولي العهد 2030. تأشيرات إلكترونية للسعوديين• ما هي المجالات التي تعتقدون أنها لا تزال بحاجة للمزيد من الاستكشاف في ملف العلاقات الثنائية؟ •• على الرغم من النمو الكبير في حجم التجارة الثنائية والاستثمارات المتبادلة لا تزال هناك إمكانات كبيرة جدا لتوسيع التعاون وزيادة حجم التجارة؛ نظرا لحجم اقتصاد البلدين، وأوجه التكامل بينهما. والسعودية تولي أهمية كبيرة للهند كوجهة استثمارية، وأعلنت نيتها استثمار نحو 26 مليار دولار في مشاريع البنية التحتية بالهند. وقال ولي العهد خلال زيارته الأخيرة للهند إن السعودية ترى فرصا استثمارية محتملة بأكثر من 100 مليار دولار في الهند. ويستكشف البلدان فرص التعاون في قطاع الطاقة المتجددة، وفي مجال مشاريع الإسكان، وكذلك في مجالات الفضاء والعلوم والتقنية بما في ذلك تقنية الاستشعار عن بعد، والاتصالات والملاحة عبر الأقمار الصناعية. أيضا اتفق الجانبان على إنشاء «مجموعة عمل مشتركة بشأن تطوير المهارات» لتحديد مجالات التعاون، بحيث يمكن للبلدين الاستفادة من إمكانات وخبرات بعضهما في المجالات التقنية، مثل التصنيع وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والبرمجة. ويدرس الجانبان التعاون في مجال الإنتاج الدفاعي المشترك، كما يعمل الجانبان على توسيع الروابط الشعبية وزيادة السياحة بين البلدين من خلال زيادة تردد الرحلات الجوية المباشرة للناقلات الهندية والسعودية، آخذاً في الاعتبار الإمكانات السياحية ووجود جالية هندية كبيرة في المملكة. ويسعدني أن أبلغكم أن الهند بدأت في منح التأشيرات إلكترونيا للسياح السعوديين الراغبين في زيارة الهند، فيما بدأت المملكة بمنح التأشيرات إلكترونيا للحجاج والمعتمرين الهنود، كما بدأت في إصدار تأشيرات سياحية، وسيكون لهذه التطورات أثرا إيجابيا على تعزيز الروابط وزيادة السياحة والتبادلات الثقافية بين الشعبين. تحالفات طويلة الأمد• ما هي رؤيتكم لدور القطاع الخاص الهندي في تعزيز الاستثمارات بين البلدين في إطار رؤية 2030؟ •• دور القطاع الخاص في البلدين مهم جدا في تعزيز الشراكة الاقتصادية والاستثمارات بينهما، وقد اتخذت الحكومتان مبادرات رئيسية لتحسين سهولة ممارسة الأعمال، وتبسيط القواعد الحالية وترشيدها، وتسهيل أنظمة الاستثمار الأجنبي المباشر في المجالات الرئيسية. ويشجع الجانبان رجال الأعمال على الاستفادة من فرص الاستثمار في البلدين، خصوصا في مجالات البنية التحتية والتعدين والطاقة، بما في ذلك مصادر الطاقة المتجددة والأمن الغذائي ونقل التكنولوجيا، ومواصلة تعزيز التعاون في مجالات الموارد البشرية الماهرة في تكنولوجيا المعلومات والإلكترونيات والاتصالات. وتعتبر الشراكة طويلة الأجل التي تعمل أرامكو السعودية وشركة «ريلاينس» الهندية على إقامتها علامة فارقة في هذا الشأن. • ما هو تصوركم لتوسيع قاعدة الشراكة الإستراتيجية بين الرياضونيودلهي في جميع الميادين السياسية والاقتصادية والاستثمارية والعسكرية؟ •• تتطلع المملكة والهند إلى تعزيز وتعميق شراكتهما الاقتصادية من خلال مواءمة رؤية المملكة 2030 وبرامج تحقيق الرؤية مع مبادرات الهند الرائدة مثل «ميك إن إنديا» و«ستارت أب إنديا» و«المدن الذكية» و«الهند الرقمية». وفي هذا السياق، حدد الجانبان أكثر من 40 فرصة للتعاون المشترك والاستثمارات في مختلف القطاعات، وأعلنت السعودية أنها تتطلع للقيام باستثمارات في الهند في مجالات الطاقة والتكرير والبتروكيماويات والبنية التحتية والزراعة والمعادن والتعدين والتصنيع والتعليم والصحة. ويعمل الجانبان أيضا على استغلال الإمكانات الهائلة لتوسيع التجارة وزيادتها. والاستثمارات التي تعتزم أرامكو السعودية تنفيذها في قطاع الطاقة في الهند مثل مشروع المصفاة والمجمّع البتروكيماوي في ولاية ماهاراشترا، والشراكة طويلة الأجل بين أرامكو وشركة «ريلاينس» الهندية، تعكس التزام المملكة بالعمل مع الهند من أجل تنمية وازدهار شعبينا. وفي إطار توسيع قاعدة الشراكة الإستراتيجية، اتفق الجانبان أيضا على التعاون في مجال الإنتاج الدفاعي المشترك.