ما بين الشتات والأمل الحمد لله على كل حال، راضية بقضاء الله وقدره، أول كلمة تنطقها مريضة سرطان الثدي لحظة معرفتها بالمرض، مشاعر مختلطة تعيشها في هذه اللحظة ما بين التشتت، الألم، الضعف وقلة الحيلة، مئات الأسئلة تدور في عقلك (حياتي، عائلتي، مستقبلي، صحتي، كيف سأخفي مرضي عن العالم وأهم سؤال «يا ترى كم الفترة اللي راح أعيشها؟». فكرة «الخوف من الموت» الفكرة الأولى التي ترتبط مع اكتشاف الإصابة بالمرض، هناك الكثير من القصص الأقرب للخيال، قصص حولت حياة أشخاص من هدوء وسكينة إلى........ معجبة وفخورة جداً بقوة وإصرار وشجاعة هؤلاء البطلات اللاتي لطالما أتمنى أن أسألهن سؤالاً صادقاً من القلب إلى القلب: إذا رجع بك الزمن قبل إصابتك بالمرض وأنتِ بصحتك وعافيتك، هل ستقومين بالكشف المبكر عن سرطان الثدي خصوصاً أن عمرك تجاوز ال 35 – 40 سنة؟ سؤال لكل من أصيبت بهذا المرض؟ ما السبب الذي منعك من الكشف؟ هل هو كسل، عدم اهتمام، قلة وعي، أو إيمانك التام بأنك لن تصابي بهذا المرض؟... لا أعلم أترك لكن الإجابة..... ربما أكون أنا، أنت، أختك، أمك، صديقتك، زوجتك لا أحد لديه الإيمان التام بعدم الإصابة بالمرض، جميعنا معرضات تحديداً في عصرنا الحالي. بسبب روتين حياتنا، أكلنا، عدم الاهتمام بالرضاعة الطبيعية على سبيل المثال.. أسباب كثيرة قادرة أن تجعل أهمية عمل الفحص المبكر لسرطان الثدي تزداد يوماً بعد آخر، في بلدنا ولله الحمد وزارة الصحة وبالتعاون مع أغلب المنشآت وفرت جميع سبل الوقاية للكشف المبكر عن سرطان الثدي في الوقت الذي تعجز دول كثيرة عن توفير هذه السبل حتى وإن توفرت تظل بمبلغ مادي يعجز البعض عن امتلاكه. ورغم وجود عيادات متنقلة في كل مكان «مجاناً» في الشوارع والمراكز التجارية ووجود عيادات ثابتة في أغلب مستشفياتنا (مجاناً) ولكن للأسف يعجز البعض عن الذهاب.. أكرر سؤالي: لماذا؟ أنتِ في نعمة، كتبت مقالي هذا من واقع تجربة مؤلمة لأشخاص قريبين مني كانوا يتمتعون بصحتهم والآن هم يحاربون المرض، دقائق من وقتك قادرة على حماية باقي حياتك بعد الله من هذا الكابوس. لأنك أنثى جميلة تستحق أن تعيش بصحة جيدة، أقول لك: الكشف المبكر لسرطان الثدي قادر على إنقاذ حياتك (لا تهمليه - واجهيه) افعلي ذلك لأجلك. * ماجستير تمريض الصحة النفسية والعقلية [email protected]