«الرياض بوليفارد خلال أربعة أيام فقط... استقبل أكثر من مليوني زائر»، تغريدة لرأس الهرم في الهيئة العامة للترفيه تركي آل الشيخ، كشف فيها حجم الإقبال الهائل من السعوديين للترويح عن أنفسهم والاستمتاع بفعاليات موسم الرياض.. أضخم موسم على مستوى المنطقة. نافورة تتراقص مرحبة بالحاضرين.. مسيرات كرنفالية.. أنغام عزفها «قانون» الرياض، ملاهٍ ترفيهية، فعاليات رسمت بسمة العاصمة، وازدانت رونقاً بتهافت السعوديين على الفعاليات، وكسا سماءها رداء من بهجة انتظرها ساكنوها بشغف طوال سنوات، إذ لا حديث يعلو على تساؤل وحيد.. «وين نروح اليوم»؟. جميع ما سبق، كان في الماضي القريب طيفاً من خيال حالم، وسراب ينقشع مع كل انتباهة، إلا أن عجلة التطوير أبت أن يبقى الوضع على حاله، حتى مَثُلَت مظاهر الفرحة شاهدة للعيان.. وكما قال تركي آل الشيخ «من كان يتخيل أننا نشوف كل هالشي في الرياض؟»، تساؤل لم ينبع من فراغ، بل أطلقه تأكيداً ل«نقلة الوعي» التي يعيشها السعوديون، برؤية سديدة من أمير الشباب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي «ينقلهم من مكان لمكان» ل«يعيشوا الحياة الطبيعية». انفض سامر الجمع، وانقضت أمسية الافتتاح، وعاد المحتفلون أدراجهم، لكن النافورة باتت ليلتها حزينة غارقة في دموعها تشتكي تجاوزات قد تعيق «رقصتها»، رصدتها عدسات الزائرين، بعبوات ومخلفات طفت على سطح البحيرة، دفعت آل الشيخ إلى مناشدة المحتفلين بتغريدة له قال فيها «أتمنى من الجميع الحفاظ على نظافة النافورة»، فيما تفاعل موسم الرياض عبر صفحته على موقع «الطائر الأزرق» مذكراً بمخالفات «لائحة الذوق العام»، حرصا على نظافة المكان، إذ تم إقرار غرامة مالية قدرها 500 ريال على كل من يرمي المخلفات في غير مكانها المخصص، وعند التكرار تتضاعف الغرامة إلى 1000 ريال، مرفقا عبارات حملت معاني «رقيقة» -رغم بشاعة التجاوزات- إلا أنه عقب على ذلك بقوله «عشان ننبسط كلنا بكل مناطق موسم الرياض، ضروري نحافظ على نظافتها وجمالها»، محذراً في الوقت نفسه من أن «رمي المخلفات بغير مكانها المخصص.. عليه غرامة ماليَّة»، مراهناً على وعي المواطنين والمقيمين والزائرين في المحافظة على بهجتهم ناصعة كنجوم سماء العاصمة، وساطعة كأنوار احتفالات «قلب المملكة».