أعلن وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة استنفار وزارته للتوعية بمخاطر السجائر الإلكترونية في أعقاب إعلان مركز الوقاية من الأمراض الأمريكي أمس (السبت) عن أول حالة وفاة بهذه السجائر. وبادر الوزير بالتغريد عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، مؤكدا أن «التقارير الدولية توضح تزايد اكتشاف المخاطر الصحية لهذا النوع من السجائر، وسنعمل على التوعية بمخاطرها، وأتطلع لدعم الجميع في ذلك». وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية قد أعلنت أول وفاة لشخص كان يستخدم السجائر الإلكترونية بعد إصابته بأمراض رئوية حادة، وفق ما قال مسؤولون، فيما سارعت السلطات للبحث عن السبب الذي قد يكون وراء 200 حالة محتملة أخرى. وقالت المسؤولة الطبية في ولاية إلينوي جنيفر لايدن: «تلقينا تقريراً عن وفاة شخص بالغ نُقل إلى المستشفى بعد تعرُّضه لأزمة تنفسية شديدة من جرّاء تدخينه السجائر الإلكترونية». ورفضت لايدن الإفصاح عن جنس المريض، لكنها قالت إن أعمار المرضى الذين عُولجوا في الولاية إلى حد الآن تراوح بين 17 و38 عاما. ومنذ نهاية يونيو سجّلت السلطات الصحية الأمريكية 193 حالة محتملة من الأمراض الرئوية الحادة المرتبطة باستخدام السجائر الإلكترونية في 22 ولاية، وفقا للأرقام الصادرة عن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها. وفي ذات السياق، قال الخبير الصحي أستاذ واستشاري طب المجتمع والأسرة والصحة العامة البروفيسور توفيق بن أحمد خوجة ل«عكاظ»: إن السجائر الإلكترونية استخدمها بعض الناس للأسف بشكل خاطئ وضار وسخروها في نشر سم النيكوتين بين أوساط الشباب بشكل مخيف جداً، إذ سبق وأن حذرت منظمة الصحة العالمية من مخاطر استعمال هذه السيجارة باعتبار أن «السائل الكيماوي» المُستخدم في السيجارة سام ويحمل العديد من المخاطر على صحة مستخدميها خلاف ما تحمله السجارة الإلكترونية للعديد من المخاطر حيث تعتبر أداة لنقل عدد من الإلتهابات البكتيرية والفيروسية وذلك من خلال تناقل السيجارة الإلكترونية الواحدة بين أكثر من مدخن. وأكد انه لا توجد أي دلائل تثبت أن استخدام السجائر الإلكترونية صحي، وأنها الوسيلة الأنجع للإقلاع عن التدخين، ويعتقد البعض أن استخدام السجائر الإلكترونية أقل ضررا من السجائر العادية، وذلك بسبب عدم وجود التبغ فيها، إلا أنها تحتوي على مواد كيميائية إلى جانب النيكوتين، كما أن الفوائد المزعومة لهذه السيجارة التي يتم الترويج لها عبر الوسائل الدعائية تنطوي على مغالطات علمية وتضليل واستخفاف بعقول المستهدفين خاصة الشباب وصغار السن. وأوضح عالم أبحاث المسرطنات البروفيسور فهد الخضيري أن السجائر الإلكترونية تحتوي على «نيكوتين»، وأمراض القلب والشرايين تنتظر مستخدميها خلال 10 سنوات، مبينا أن بحثا جديدا نشر في PNAS يشير إلى أن السيجارة والشيشة الإلكترونية تدمّران الDNA (الحمض النووي) في خلايا القلب والرئة والمثانة لفأر التجارب، وخلايا مثانة ورئة الإنسان، ما يفتح المجال للحذر والتوقف عنها لخطورتها ولمزيد من الأبحاث.