سجلت مبيعات السجائر الإلكترونية تزايداً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، وارتفعت شعبيتها على مستوى دولي بسرعة فائقة، وعزز من ارتفاع تلك المبيعات الإقبال المتزايد من قبل المدخنين الراغبين في الإقلاع عن تدخين التبغ، عقب الموجة الدعائية المصاحبة لانطلاقة تلك التجارة والتي روجت لمأمونية سلامة استخدام تلك السجائر كبديل آمن للتدخين العادي، حيث يرى مدخنون أن"السيجارة الإلكترونية" بديلاً آمناً، مستندين في آرائهم على تجارب ودراسات ترى إيجابية السجائر الإلكترونية مقارنة بالتدخين العادي "التبغ"، في حين لم يحسم العلماء الجدل الذي مازال مستمراً حول مأمونية وسلامة استخدام تلك السجائر الإلكترونية، بعد أن انقسمت آراء فريق الباحثين في هذا المجال إلى آراء سلبية وأخرى إيجابية وفقاً لأبحاثهم. وفي الوقت الذي يدعي فيه البعض مأمونية تلك السجائر التي غزت الأسواق في الآونة الأخيرة بشكل مخيف، أثبتت بعض الدراسات أن السجائر الإلكترونية تحتوي على بعض المواد الكيميائية السامة، كما أنها ليست بديلا آمناً عن تدخين سجائر التبغ العادية، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً بين أوساط المدخنين. ووجد علماء من خلال تجارب أجريت أن دخان السيجارة الإلكترونية قد يضر بالرئة ويجعلها أكثر عرضة للإصابة بأمراض التنفس، الأمر الذي دفع بعض الدول إلى اتخاذ خطط وقوانين خاصة للحد من تفاقم استخدام السجائر الإلكترونية، في حين لم يقدم باحثون آخرون حكماً واضحاً حتى الآن حول مدى سلامة استخدام تلك السيجارة وعن مدى فعاليتها في المساعدة على الإقلاع عن التدخين العادي. وعلى الرغم من التقديرات التي تشير إلى أن السجائر الالكترونية أقل ضرراً على الصحة من السجائر العادية، إلا أن العلماء مازالوا يرون أنه يلزم إجراء المزيد من الأبحاث على أناس يعانون من مرض الانسداد الرئوي المزمن لمعرفة كيف يصابون من خلال تغير وسيلة التدخين من السجائر العادية إلى السجائر الإلكترونية. وتتواكب الآراء المعارضة لتنامي تجارة السيجارة الإلكترونية مع التحذيرات التي تطلقها منظمة الصحة العالمية ومؤسسات صحية مازالت تحذر من المخاطر الصحية المترتبة على استهلاك تلك السيجارة الإلكترونية كبديل آمن للتبغ، الأمر الذي يتطلب إجراء العديد من الأبحاث والدراسات على مستوى دولي لحسم الجدل القائم حيال مأمونية استخدام تلك الأجهزة، ومدى ملاءمتها لسلامة المستهلك الحقيقي. وتعمل السيجارة الالكترونية بواسطة بطارية يمكن إعادة شحنها، وتوفر جرعات مستنشقة من النيكوتين عبر توصيل بخار سائل النيكوتين الممزوج بالبروبلين جليكول. ويعمل الجهاز الإلكتروني بالبطارية لتسخين فتيلة تقوم لتنتج بخارا كثيفا ذا رائحة زكية، وتختفي بسرعة ولا تحتوي على ثاني أكسيد الكربون، حيث يتم استنشاق البخار وإخراجه عن طريق الفم، ويحتوي المحلول على نسبة من النيكوتين ليتناسب مع اختيار الذين يريدون الإقلاع عن التدخين. وطرحت السيجارة الإلكترونية في الأسواق كبديل لمنتجات التبغ، حيث يتم تسويقها كوسيلة مساعدة للإقلاع عن التدخين.