سعت المملكة منذ اليوم الأول لانقلاب الحوثي المدعومة من النظام الإيراني على الشرعية اليمنية، إلى الالتزام بجملة من المنطلقات الإستراتيجية تتمحور في الحفاظ على أمن وسلامة واستقرار وسيادة اليمن، والحفاظ على هويته العربية الاصيلة، ورفض التدخلات الإيرانية والحيلولة دون تحويل اليمن إلى بؤرة إرهاب طائفية، ودعم الشرعية وإنهاء الإنقلاب، عدم تهديد أمن واستقرار وسيادة المملكة، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني. كما حرصت المملكة التي تقود التحالف العربي على العمل مع الشرعية اليمنية لاجتثاث إرهاب «داعش والقاعدة» في اليمن واضعة في الاعتبار أن أمن اليمن جزء لايتجرأ من أمن المملكة. وجاءت عمليتا «عاصفة الحزم وإعادة الأمل» استجابة لنداء استغاثة من الشرعية اليمنية والتي تقدمت بطلب رسمي لدعمها في مواجهة الانقلاب الحوثي الإيراني. ومنذ ذلك اليوم وحتى يومنا هذا استمرت المملكة في الالتزام بهذه المنطلقات لإبعاد اليمن عن أتون حرب طائفية واستمراره عربيا أصيلا بعيدا عن الصراعات الطائفية التي رغب النظام الإيراني أن يذكيها كما حصل في سورية والعراق ولبنان. وبعد اندلاع الأحداث في العاصمة المؤقتة عدن سارعت المملكة في التحرك العاجل ودعم موقف الشرعية اليمنية، وهذا ما أكده نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان عندما قال: إن موقف المملكة الداعم للحكومة الشرعية ووحدة اليمن واستقراره ثابت لا يتغير، مضيفا: إن ما حدث في عدن يعطي فرصة للمتربصين باليمن وأهله من المليشيات والتنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها «الحوثيون والقاعدة وداعش». وعندما رفضت المملكة أي استخدام للسلاح في عدن والإخلال بالأمن والاستقرار، ودعت لضبط النفس وتغليب الحكمة ومصلحة الدولة اليمنية، فإنها وضعت مصلحة الشعب اليمني في الاعتبار والحفاظ على الكيان اليمني، ووأد الفتنة والفوضى التي تعطي فرصة للمتربصين للاستفادة منها لتدمير البلاد. وعندما دعت المملكة لحوار سياسي يجمع الحكومة الشرعية وجميع الأطراف التي نشب النزاع بينها في عدن، فإنها تسعى إلى مناقشة الخلافات وتغليب الحكمة والحوار، ونبذ الفرقة ووقف الفتنة وتوحيد الصف، هذه الدعوة نبعت من الحرص لتوحيد جهود جميع الأطراف وحل النقاط الخلافية عبر الحوار على طاولة المناقشات بهدوء وعقلانية للتصدي لمليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران والتنظيمات الإرهابية الأخرى، واستعادة الدولة وعودة اليمن آمناً مستقراً. وعندما طالب التحالف العربي من التشكيلات العسكرية والمكونات السياسية الانسحاب من المناطق التي تمت السيطرة عليها في عدن وعدم المساس بالممتلكات العامة، فإنه سعى عبر هذه الدعوة للتحضير لحوار جاد وهادف لحل القضايا الخلافية خصوصا أن المملكة لن تقبل إشعال فتنة جديدة هي بمثابة إعلان حرب على الشعب اليمني الذي عانى طويلا من هذه الأزمة؛ وهذا ما أكد عليه نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان. وهكذا.. فإن المملكة التي عبرت عن قلقها البالغ لتطور الأحداث العسكرية في عدن، فإن هذا يأتي حرصا منها على ضرورة تغليب صوت العقل ووأد الفتنة في مهدها. ومن هنا فإن المرحلة الحالية التي تمر بها الأزمة اليمنية «جد عصيبة»، ويجب تكاتف الجميع وتحكيم العقل وتغليب المصلحة الوطنية، وعدم إعطاء الفرصة للمتربصين من مليشيا الحوثي الإرهابية والتنظيمات الإرهابية الأخرى الساعية لتفتيت اليمن واختطاف مقدراته. وفي الختام، نقول لجميع مكونات الشعب اليمني وتياراته السياسية: أطفئوا نار الفتنة التي أوقدها النظام الإيراني الذي زرع الفرقة بين أبناء الشعب اليمني الواحد. واستجيبوا لنداء التحالف ومناشدات الشعب اليمني، وغلّبوا المصلحة العليا، ألجموا نظام قم وحلفاءه، وادعموا الشرعية وحافظوا على مقدرات بلدكم وشعبكم. ونقول للمكونات السياسية في عدن: انخرطوا في حوار هادئ مع الحكومة الشرعية للتهدئة وتحكيم العقل والمنطق وانسحبوا من جميع من المناطق التي تمت السيطرة عليها في عدن وأبين. لكي يكون الحوار ناجحا ومثمرا ويحقق أهدافه. والمملكة في جميع الأحوال وخصوصا في هذه الفترة العصيبة والحرجة حريصة كل الحرص على تحقيق تطلعات الشعب اليمني وتحريره من الانقلاب المشؤوم، ودعم الشرعية.