لا ينسى فنان العرب محمد عبده تاريخا من الفن والذكريات في كل مرة يحط رحاله للغناء على مسرح «المفتاحة»، إلا أن حفلته أمس الأول (الجمعة)، كانت مختلفة عن سابقاتها بعد أن تحول اسم المسرح الشهير رسمياً إلى مسرح طلال مداح، ودائماً ما يتجلى محمد عبده في أبها بالسعودية التي طالما تغنى بها وبجمالها. وبين وصلاته الغنائية، قال عبده «شكراً إننا نعيش في مرحلة احترام الفن وتقييمه تقييما صحيحا في محله بتسمية هذا المسرح اللي ضحى بحياته عليه الفنان أستاذنا الكبير طلال مداح»، وسط تحية من الحضور. وعلى غرار العادة، أطلق أبو نورة في سماء أبها روائعه التي تفاعل معها الجمهور في حفلته التي نظمتها «روتانا»، بدعم من الهيئة العامة للترفيه حيث غنى: «أرفض المسافة» و«ردي سلامي» وكذلك «يا غافية» و«معك التحية» و«يابو فهد»، وكانت قائمة فنان العرب زاخرة بألوان من الموسيقى والأغنيات التي ترتبط بالوجدان والأمكنة، مثل «أنورت سودة عسير» و«صوتك يناديني»، كما قدم رائعة «المسافة» التي صفق لها جمهور أبها، وصدح ب«الأماكن» وكعادته يتحف مسامع جمهور الجنوب دائماً بأغنية «مثل صبيا» التي انتزع معها الآهات في كوبليه: «أنسى روحي والأنين.. والهوى عندي مكين.. آه.. آه يا معين». ثم توسطها بموال استعراضي لإمكانياته الصوتية وقدراته على التطريب والتنقل بين المقامات بطريقة لا يجيدها سوى فنان العرب، الذي وقف له الجمهور مصفقاً يردد «أبو نورة.. أبو نورة». ولم يلتقط الجمهور أنفاسه حتى انغمست ذائقتهم مجدداً في نغم «ظبي الجنوب»، وكان الجمهور يجيب على تساؤلات فنان العرب في كل مرة يصدح بها أسألك من فين إنت؟ بصرخات الإعجاب. واختتم فنان العرب ليلته بالأغنية الوطنية الخالدة «فوق هام السحب» التي وقف معها المسرح عن بكرة أبيه طرباً ورددوا معه «يستاهلك..يستاهلك». وسبق فنان العرب على الصعود للمسرح، الفنان فارس مهدي الحاضر بعد غيبة طويلة، مقدماً الأغنية الشهيرة للفنان طلال مداح «مرحبا بك ياهلا» وكذلك «اندماج الأرواح» و«لولاك» وعمل بعنوان «يا وطن»، فارس شكر في تغريدة بعد نهاية الحفلة رئيس الهيئة العامة للترفيه وقال: «تشرفت بالوقوف أمام الجماهير الغفيرة التي جاءت لمشاهدة فنان العرب والذين منحوني أدب الاستماع لما قدمته من أغان أتمنى أن تكون جميلة كجمال أهلها».