كنخيل الأحساء، تجده في كل مرة سامقاً تمتد ظلاله إلى أقصى مدى، وكشعره عادة ما يطل الشاعر جاسم الصحيح مختلفاً ومفاجئاً ومربكاً للتوقعات في كثير من الأحيان، يعكف على مشروع كتابي يتمنى إنجازه قبل نهاية رمضان الجاري، ويرى وجوب الاحتفال بالحياة في عالم منحدر نحو هاويته. فإلى نص الحوار: • ماذا تفتقد في رمضان الحالي؟ •• أفتقد 55 عاما من عمري ذابت في نهر الفناء العظيم. • رمضان عالق في ذاكرتك.. متى ولماذا؟ •• رمضان عشته في الولاياتالمتحدة، حيث كنا نصوم 20 ساعة تقريبا ونفطر 4 ساعات فقط. • على المائدة، شيء تفضله غير الطعام؟ •• أفضِّل الصمت شريكا في المائدة. • تفضل نهار رمضان أم مساءاته الصاخبة؟ •• أفضِّل المساءات وإن كانت صاخبة. • شخصيات تتمنى مشاركتها الإفطار الرمضاني؟ •• والدتي هي الشخصية المفضلة الأولى، وأحتفظ لنفسي ببقية الشخصيات. • طبق رمضاني لا يغيب عن مائدتك؟ •• الهريسة وشوربة الدجاج. • هل تصوم عن مواقع التواصل الاجتماعي في رمضان؟ •• ذلك ذنبٌ لستُ عنه أتوب. • موسيقى عالقة في ذهنك ترتبط في رمضان. •• نغمة رمضان كريم على mbc. • كم تبلغ إجمالي فاتورة «المقاضي الرمضانية»؟ •• ثقيلة جدا لا تتحملها أرقامُ راتبي. • أين تتجه بوصلة «الإفطار الرمضاني» خارج المنزل؟ •• إلى منزل الوالدة دائما. • ماذا تتابع في التلفزيون، غير أذان المغرب؟ •• أتابع الأخبار بألمٍ عميق، وأحب المسلسلات التاريخية وبعض الخليجية، وطبعا العاصوف. • معارك تتمنى أن تطوي فصولها في رمضان؟ •• معركتي مع كتاب جديد أعكف على إنهائه في رمضان من أجل طباعته بعد رمضان. • مدينة تتمنى أن تقضي رمضان فيها، ولماذا؟ •• القاهرة.. لأن ذاكرتها الرمضانية تغري المسلم على هذه التجربة. • في رمضان.. هل يرتفع مؤشر التدين عندنا.. ولماذا؟ •• نعم يرتفع مؤشر التدين الشعائري لدينا في شهر رمضان، وهذا ليس عيبا فالإنسان يحتاج إلى تزويد مشاعره بالطاقة الدينية بين حين وآخر كي يواصل السير على طريق الاستقامة. • هل تؤمن ببركة الموت في أيام رمضان، وخصوصاً العشر الأواخر؟ •• بغض النظر عن إيماني من عدمه، نرجو أن يكون ذلك حقيقيا. • باب خرجت منه عالق في ذاكرتك؟ •• الباب الذي خرجتُ منه إلى القصيدة أوَّل مرَّة قبل 30 عاما، ولم أعد إليه حتى الآن. • كيف ترى العالم اليوم؟ •• أتذكر المتنبي حين قال: «ذو العقل يشقى في النعيم بعقله...»، كلما فهمت العالم أكثر أراه أكثر وحشيَّة وقبحا وتعاسة. رغم ذلك، علينا أن نحتفل بالحياة في هذا العالم المنحدر نحو هاويته. • ما موقفك من قضايا الاحتباس الحراري؟ •• أهتمُّ بالاحتباس الشعري الذي يصيبني بين حين وآخر، أكثر من اهتمامي بالاحتباس الحراري. • لو خيرت بين العيش وحيداً في جزيرة منعزلة أو العيش في مدينة صاخبة تكتظ بالبشر.. ماذا ستختار؟ •• أختار المدينة الصاخبة والبشر رغم علمي أنني سأعيش الوحدة فيها وكأنني في جزيرة منعزلة. • كتاب ندمت على قراءته.. ما هو؟ •• لا يوجد.. القراءة في حد ذاتها لا يمكن الندم عليها. • ما أكثر أيقونة يطرقها إصبعك في هاتفك؟ •• أيقونة القلب. • خلال مسيرتك العملية.. هل مضى شراعك بما تشتهي ريحك؟ •• نادرا جدا. • الجلوس 5 دقائق مع شيخ الإرهابيين يوسف القرضاوي، ماذا ستقول له؟ ••أقول لجميع المشايخ «اتَّقوا الله في دماء الناس المساكين الذين يؤمنون بكم وكلاء لله على الأرض». • ما الشيء الذي يفتح بداخلك نوافذ الحنين؟ •• الأغاني، فهي تحمل العطر والذكريات والشوارع والشقق والأماكن والأحباب. • ماذا قدم لك فريقك الذي تشجعه، غير الضغط والأعصاب المتوترة؟ •• ربما أكون الآن في مستوى من الوعي لا يحرسني من الانفعال بسبب التنافس الرياضي، ولكن الفريق الذي أشجعه حقق لي أيضا بطولة. • هل تخشى من الروبوت ومزاحمته للإنسان العامل مستقبلاً؟ •• أكيدا أخشى من ذلك. الحياة في حالة من التشيؤ الطاغي، والتكنولوجيا تتقدم مثل دبَّابة وتزحف على روح الإنسان، وهذا أمر خطير. • هل للورق رائحة؟ وهل تقرأ الكتب عبر الأجهزة اللوحية؟ وكيف تصف صوت تقليب الصفحات؟ •• نعم للورق رائحة تنتشيها أرواح القارئين. بالنسبة لي لا أقرأ الكتب من خلال الأجهزة اللوحية، وإنما من أوراقها حيث تقليب الصفحات يقع على القلب وقعَ الريشة على أوتار العود.