في مثل هذا الوقت من نهاية العام الدراسي لمرحلة الثالثة ثانوي، يكون الطلبة قد استكملوا كافة مراحل التعليم العام.. وهم الآن ينتقلون لمرحلة أخرى.. قد تكون مرحلة تعليمية جديدة أو مرحلة عملية في سوق العمل الأهلي والحكومي المدني والعسكري.. أيا كانت.. لكلٍ وجهة هو مولِّها. المعلومة المفتاحية التي يحتاج أن يعرفها جيدا خريج الثانوية -وهو الآن مُقبل على عالم مختلف عن عالم التعليم العام- هي أن استعداده لتعلُّم أدق التفاصيل في المجال الذي سيتجه إليه.. سيكون له تأثير إيجابي عال على خطواته اللاحقة في الحياة.. فهذا ما سيجعله مميزا. نوع المجال ونوع الوظيفة ليس هو الأكثر أهمية.. ولكن التميز في المجال هو الأهم. إذا اختار الخريج الالتحاق بجامعة أو كلية مهنية أو عسكرية أو علمية تطبيقية.. فعليه أن يعمل ليكون متميزا من البداية.. النهايات ليست بقدر أهمية البدايات.. لأن الكثير من المهارات تكتسب في البدايات.. وتبنى عليها مهارات لاحقة.. ومن يكتسب تلك المهارات يكون كفؤا ومهيأ للمجال الذي يتخصص فيه. مثل هؤلاء المتميزين في الجامعات والمؤسسات التعليمية.. تطلبهم الشركات الأهلية والحكومية الخاصة قبل تخرجهم.. إذا اختار خريج الثانوية سوق العمل مباشرة.. ليكتسب منه الخبرة ويتخصص في مجال عملي تطبيقي.. أيضا عليه أن يتميز في العمل الذي يتخصص فيه.. أيا كان نوعه. التميز يبدأ بالانضباط أولا.. ثم فهم العمل الذي يقوم به وإجادته ومعرفة تفاصيله.. ليكون مبدعا ومبتكرا فيه.. وهذا ما يفتح طريق المستقبل أمام أي فرد.. المستقبل المشرق لا يُبنى إلا على الانضباط وفهم العمل.. ليتولد منه الابتكار والإبداع. من يتميزون في حاضرهم -سواء طلبة أو موظفين-.. هم من تفتح لهم أبواب المستقبل دائما.. أيا كانت وجهة خريج الثانوية الآن.. عليه أن يعمل على التميز في المجال الذي اختاره. * كاتب سعودي [email protected]