تبدو السياسة القطرية المعلنة متناقضة مع سياسة الإدارة الأمريكية تجاه إيران وبعض قضايا الشرق الأوسط، فما الذي يجعل إدارة الرئيس الأمريكي ترمب تصمت على مواقف قطر العلنية المناكفة للسياسات الأمريكية خاصة تجاه إيران، فوزير خارجية قطر في أسبوع واحد انتقد قرار تصفير صادرات النفط الإيرانية ورفض تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية، وما زال يرى نظام ملالي إيران شريكا سياسيا واقتصاديا ! في الحقيقة، لا تفسير لهذا الصمت وهو صمت لم تفز به مواقف دول كبرى كالصين وروسيا ودول حليفة كألمانيا وفرنسا وبريطانيا تعرضت لانتقادات وتوبيخ وتقريع الرئيس الأمريكي سوى أن قطر إما أن تكون غير ذات أهمية بحيث يتم الالتفات لمواقفها أو أنها المركز الإقليمي لاستخبارات الدول الكبرى لإدارة سياساتها في المنطقة كما يعتقد، وبالتالي يسمح لها بهذا التباين الوهمي، وكلا السببين راجح، فقطر لا تملك أن تلعب دورا يتجاوز حجمها أو يتخطى الخطوط المرسومة لها، وهي أيضا بالنسبة لمشاريع الدول الكبرى لا تتعدى أن تكون صندوق تمويل وفندق استضافة ! لذلك نجد قطر تجمع مختلف التناقضات إقليميا ودوليا، فعلى ساريتها ترفرف أعلام الجهادية والثورجية والقومجية، وعلى أرضها يمشي الإرهابي والإمبريالي والقومي والصهيوني، وعبر وسائل ومنصات إعلامها يتم التسويق لكل متناقضاتهم، وفي الوقت الذي تناصب جيرانها العرب العداء وتعمل على تقويض استقرارهم وشيطنة العالم ضدهم تتحالف مع الفرس والترك وتزين دكتاتورياتهم وتقويضهم للأمن الإقليمي ! هدف السلطة القطرية الذي ولد مع انقلاب الابن على الأب ارتبط دائما بعقدة الحجم ورغبة التوسع الذي لم تجن منه سوى التورم، ومن الواضح أن هناك استعدادا لدفع أي ثمن لتحقيق ذلك، لكن التاريخ علمنا أن الدول الكبرى تستغل الدول الصغرى ولا تكافئها، بينما علمتنا الجغرافيا أن الأحجام الصغيرة لا تكبر، والأورام دائما تستأصل !