انشقت قطر عن محيطها الخليجي وعن محيطها العربي بدعمها للإرهاب وتمويلها لمنظمات إرهابية وتوفير ملاذات آمنة للإرهابيين على أرضها، بالإضافة إلى أدوارها في الثورات العربية ومنها الدور الإعلامي -من خلال قناة الجزيرة الإرهابية-، وفي الصراعات والصدامات التى تمت بين الشعوب، واستغلت الدين في السياسة للوصول إلى هدفها من خلال خطب القرضاوي. وفي ضوء ذلك، قال الدكتور ياسر طنطاوي، عضو مركز الجمهورية للدراسات السياسية والأمنية، ومتخصص في الشؤون العربية والخارجية: "قطر تُعد أداة لتنفيذ سياسات أجهزة المخابرات الدولية ساعية نحو دور أكبر من حجمها الأقليمي، ونعلم جميعاً أن الدول الخليجية أمهلتها كثيراً للعودة لصوابها، ولكنها تمادت في أكاذيبها ورفضت مطالب الرباعي العربي واستعانت بالقوات التركية لحمايتها من شعبها وهربت لأنقرة وطهران واستقوت بالقاعدة الأميركية على أرضها". وأضاف طنطاوي: "أنه وبالرغم من المحاولات المصرية والمحاولات الخليجية التى تقودها المملكة من أجل إعادة قطر للصف العربي إلا أنها أبت إلا الاستمرار في محاولات الخديعة والكذب، بل تعدت هذا الأمر بسعيها لتسييس الحج بطلبها تدويل المشاعر، وهو ما اعتبرته المملكة بمثابة إعلان حرب عليها واحتفظت لنفسها بحق الرد على أي طرف يعمل على تدويل المشاعر المقدسة". وأضاف: "الدول الأربع أعلنت استعدادها للحوار مع قطر عندما تتوقف عن دعم الإرهاب وبعد تنفيذ المطالب ال 13 التي عرضتها الدول الأربع، لكن التحركات القطرية تنم عن عدم نضوج سياسي وانعدام الفكر والتخبط والرغبة في الاستمرار في طريق الضلال دون وجه حق". وأشار طنطاوي، أن الأزمات التى أصابت الدول العربية جراء السياسة القطرية أزمات سيمتد تأثيرها لسنوات طويلة، ومن العجب أن تستغل الثروات التي منحها الله للشعب القطري في القتل والترويع والإرهاب والقطيعة مع الأشقاء العرب، على الرغم أن هذه الثروات هي حق للشعب القطري الذي بدأ يعاني ويلات السياسة الصبيانية لحاكم قطر. وأوضح أن سياسة "تميم" التي لا تراعي أي علاقة جوار أو نسب أو قرابة، أدت إلى انفصال السلطة عن الشعب وأدت إلى تدويل قضيتها وتأكيد ارتباطها بالإرهاب على مستوى العالم وعلى مستوى المنظمات الإقليمية، التي بدأت ترفض هذه السياسة وتعي تحركات قطر وخطورتها على السلامة والأمن الدولي. وفي ذات السياق، أكد محمد منشاوي الباحث السياسي والإعلامي المتخصص في شؤون الأقليات بالشرق الأوسط، أن خطاب تميم في الأممالمتحدة بعيد كل البعد عن الواقع وممتلئ بالأكاذيب، ولا يتطابق مع الدور الحقيقي الذي تقوم به قطر في المنطقة بدعم واحتضان حركات ومنظمات إرهابية تعمل على تقويض الأمن والاستقرار في مصر وليبيا واليمن ودول مجلس التعاون الخليجي. وأوضح أن كلمات "تميم" خيبت آمال الشعب القطري الذي تلقى صدمة قوية بعد متابعته لهذا الخطاب الذي حمل رسائل متناقضة لتطلعات القطريين التواقين للعودة للحضن الخليجي مرة أخرى، وهو ما يشير لاستمرار تنظيم "الحمدين" في تبني سياسة الخداع والمراوغة والكذب ليس فقط على القطريين إنما على المجتمعين الإقليمي والدولي أيضاً. واستطرد قائلا: "تميم لم يتحدث عن قضاياه الداخلية الملحة إنما فرغ نفسه للحديث عما يجب أن تسير إليه الأوضاع في ليبيا وسورية والعراق، وكأنه رئيس لدولة عظمى". وأكد المنشاوي، "تميم أصبح أسيراً لسياسات إيران والجماعات الإرهابية التي يتعامل معها ويمولها سواء القاعدة في اليمن أو جبهة النصرة في سورية أو داعش في سيناء وجماعة فجر ليبيا". من جانبه، أوضح الدكتور عبدالله المغازي، أستاذ القانون: "كلمة أمير قطر جاءت كلمة نظرية كالمعتاد منها ما هو صحيح بشأن الشعوب التى ترضخ للاحتلال أو شعوب تقع تحت الاضطهاد العرقي، لكنه لايزال يحاول خداع المجتمع الدولي أنه محاصر وأنه يكافح الإرهاب، في حين أن الدول الكبرى وغيرها تعي جيداً أنه لا يأوي فقط الإرهابيين على أرضه بل يمولهم بالأموال والسلاح، كما أنه يسعى لتقويض الحكم في عدد من الدول العربية وهو ما تم فضحه بالفعل". محمد منشاوي ياسر طنطاوي