أثارت التصريحات الغريبة لأمير دولة قطر الشيخ حمد بن تميم آل ثاني الأوساط العربية والخليجية والدولية بشأن عدة مواضيع أهمها ان الدوحة ترى ان ايران دولة إسلامية ومعاداتها خطأ، كما تطرق لعلاقات بلاده مع أمريكا وإسرائيل وحماس بالاضافة الى قاعدة العديد التي تحمي بلاده من دول مجاورة، لاسيما وأنها تأتي بعد أيام من التوافق الذي نتج عن قمم الرياض الخليجية والإسلامية مع الولاياتالمتحدةالامريكية ما دفع الاتصال الحكومي القطري الى التحجج بالاختراق والادعاء بان التصريحات مغلوطة في حين التزم الديوان الاميري والخارجية القطرية الصمت تجاه حديث أمير قطر الذي بثته وكالة أنبائها ونشر على كافة منصاتها مايبعد حجة الاختراق. وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أكد في خبر بثته وكالة الأنباء القطرية في كل منصاتها أن "ما تتعرض له قطر من حملة ظالمة، تزامنت مع زيارة الرئيس الأميركي إلى المنطقة، وتستهدف ربطها بالإرهاب، وتشويه جهودها في تحقيق الاستقرار معروفة الأسباب والدوافع، وسنلاحق القائمين عليها من دول ومنظمات؛ حماية للدور الرائد لقطر إقليمياً ودولياً، وبما يحفظ كرامتها وكرامة شعبها". وقال سموه خلال حفل تخريج الدفعة الثامنة من مجندي الخدمة الوطنية في ميدان معسكر الشمال : " إننا نستنكر اتهامنا بدعم الإرهاب رغم جهودنا المتواصلة مع أشقائنا ومشاركتنا في التحالف الدولي ضد داعش" مضيفاً: "إن الخطر الحقيقي هو سلوك بعض الحكومات التي سببت الإرهاب بتبنيها لنسخة متطرفة من الإسلام لا تمثل حقيقته السمحة، ولم تستطع مواجهته سوى باصدار تصنيفات تجرم كل نشاط عادل". وأضاف: "ولا يحق لأحد أن يتهمنا بالإرهاب لأنه صنف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله" داعياً الأشقاء في جمهورية مصر العربية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين إلى مراجعة موقفهم المناهض لقطر، ووقف سيل الحملات والاتهامات المتكررة التي لا تخدم العلاقات والمصالح المشتركة، مؤكداً أن قطر لا تتدخل بشؤون أي دولة مهما حرمت شعبها من حريته وحقوقه. وشدد على أن العلاقة مع الولاياتالمتحدة قوية ومتينة رغم التوجهات غير الإيجابية للإدارة الأمريكية الحالية، مع ثقتنا أن الوضع القائم لن يستمر بسبب التحقيقات العدلية تجاه مخالفات وتجاوزات الرئيس الاميركي". وأشار امير قطر إلى أن "قاعدة العديد مع أنها تمثل حصانة لقطر من أطماع بعض الدول المجاورة، إلا أنها هي الفرصة الوحيدة لأميركا لامتلاك النفوذ العسكري بالمنطقة، في تشابك للمصالح يفوق قدرة أي إدارة على تغييره". وعن القمة العربية الإسلامية الأميركية التي شاركت فيها قطربالرياض، جدد الشيخ تميم شكره وتقديره للملك سلمان بن عبدالعزيز على الحفاوة وكريم الضيافة، داعياً إلى العمل الجاد المتوازن بعيداً عن العواطف، وسوء تقدير الأمور، مما ينذر بمخاطر قد تعصف بالمنطقة مجدداً نتيجة ذلك، وبين سموه أن قطر لاتعرف الإرهاب والتطرف، وأنها تود المساهمة في تحقيق السلام العادل بين حماس الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني واسرائيل؛ بحكم التواصل المستمر مع الطرفين، فليس لقطر أعداء بحكم سياستها المرنة.وشدد الأمير المفدى على أن قطر نجحت في بناء علاقات قوية مع أمريكاوإيران في وقت واحد؛ نظراً لما تمثله إيران من ثقل إقليمي وإسلامي لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها، خاصة أنها قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة عند التعاون معها، وهو ماتحرص عليه قطر من أجل استقرار الدول المجاورة. ودعا الأمير إلى ضرورة الاهتمام بالتنمية ومعالجة الفقر، بدلاً من المبالغة في صفقات الأسلحة، التي تزيد من التوتر في المنطقة، ولاتحقق النماء والاستقرار لأي دولة تقوم بذلك. وختم كلمته بالتأكيد على التزام دولة قطر بمواقفها السياسية الراسخة تجاه القضايا العادلة للشعوب العربية، مهما تعرضت لمحاولات تشويه، أو هجمات تستهدف زعزعة موقفها والإخلال بدورها".