أكد الأكاديمي والباحث في الشؤون السياسية الدكتور أحمد الفراج، أن الشعار الذي أطلقه تنظيم القاعدة قبل أكثر من عقدين «أخرجوا المشركين من جزيرة العرب» اختفى عمليا، إلا أنه لا يزال موجودا ضمن إطار سياسات الحكومة القطرية، وذلك منذ خروج القوات الأميركية من السعودية لتستقبلهم قطر عام 1996، فيما رأى رئيس هيئة الأمر بالمعروف في مكة سابقا الشيخ أحمد الغامدي أن جماعة الإخوان وقطر الداعمة لهم حرضوا على المملكة حينما استعانت بالقوات الأجنبية فترة احتلال الكويت ليشككوا في توجهات المملكة الدينية بالتحريض والتأليب عليها، إلا أنه بعد استقطاب قطر للقوات الأجنبية ولسبب غير مشروع صمتت تلك الأصوات المرجفة. الشعار يتماشى مع سياسات قطر قال الدكتور أحمد الفراج في تصريحات إلى «الوطن» إن شعار أخرجوا المشركين من جزيرة العرب يتماشى تماما مع سياسات حكومة قطر المتناقضة، وأن قناة الجزيرة الممثل الرئيسي لهذه السياسات. وأضاف أن «قناة الجزيرة تشتم إسرائيل وبنفس الوقت يتجول شمعون بيريز في أسواق الدوحة ويزور قناة الجزيرة، لا يمكن أن يكون هناك تناقض أكثر من ذلك»، ولفت الفراج بأنه لا غرابة أن تتبنى قطر هذا الشعار تماشيا مع سياساتها المتناقضة وبنفس الوقت تفتح سفارة لإسرائيل في الدوحة، ولذلك فإن الشعار اختفى عمليا إلا أنه موجود ضمن إطار سياسات قطر. قطر حمد الجديدة أشار الفراج إلى أن فيصل القاسم وعبر قناة الجزيرة لطالما أعطى الفرص الكبيرة لضيوفه من القومجية والثورجية والإسلامويين ليشتموا الغرب، لنشاهد في النشرات الإخبارية اللاحقة تصريح ولقاء مع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، مؤكدا أن هذه هي «قطر حمد» الجديدة وسياساتها. سياسات مجنونة بين الفراج أن قطر زرعت من جديد في منتصف التسعينات بعد انقلاب حمد على والده ليغرس في منطقة الخليج خنجرا مسموما تحت مسمى «قطر حمد»، مضيفا أن «الدولة الجديدة التي قادها كل من حمد بن خليفة وحمد بن جاسم لبث الفتنة تحت وهم بناء امبراطورية عظيمة من دولة صغيرة، وكان الحمدان مستعدان بالقيام بجميع هذه السياسات المجنونة التخريبية». اختفاء الشعار عمليا أكد أن شعار أخرجوا المشركين من جزيرة العرب اختفى عمليا ولكنه في إطار سياسات قطر لا يزال قائما، وقال «كما نرى فإن قطر تتمتع بعلاقات جيدة مع إسرائيل ومع أميركا، وبنفس الوقت تحتضن الإرهابيين أمثال القرضاوي ووجدي غنيم ولا يوجد تناقض أكثر من ذلك». جماعات متطرفة حرضت على المملكة قال رئيس هيئة الأمر بالمعروف في مكةالمكرمة سابقا الشيخ الدكتور أحمد الغامدي إن جماعة الإخوان والجماعات المتطرفة والدول الداعمة لها حرضت على المملكة حينما استعانت بالقوات الأجنبية فترة احتلال العراق للكويت وأرادت التشكيك في توجهات المملكة الدينية بالتحريض والتأليب عليها ساعين لتنفيذ عمليات إرهابية داخل المملكة بحجة دخول القوات الأجنبية، وإن في ذلك مخالفة للإرشاد النبوي بإخراج المشركين من جزيرة العرب، مع أن تلك القوات لم تدخل إلا بفتوى أهل العلم ودخولا مؤقتا، وتحت إمرة القوات المسلحة السعودية وسيادة الدولة لرفع الظلم الذي وقع على دولة شقيقة مسلمة وهي الكويت. صمت بعد استقطاب قطر للقوات الأجنبية أضاف الغامدي «نرى الآن استقطاب قطر للقوات الأميركية لديها بسلطة كاملة وبشكل دائم ولغير ضرورة أو سبب مشروع لتصمت تلك الأصوات المرجفة عن هذا الفعل رغم عظم ووضوح الفرق بين الحالتين، وهذا يثبت أن القوم يكيلون بمكيالين ظلما وزورا، وأن الهدف هو التشكيك في المملكة والتحريض عليها لإثارة الفتن، ولكن كشفت حقيقة تلك الأصوات الكاذبة المرجفة المدعومة من قبل قطر والدول الإقليمية الطامعة، وجماعات التطرّف وعلى رأسها جماعة الإخوان والسرورية». قواعد عسكرية بسلطة كاملة لفت الغامدي إلى أن تلك الفئات لا يزالون صامتين عن تلك القواعد العسكرية المستقرة بسلطة كاملة على وجه دائم ولغير ضرورة، بل أصبحت قطر في نظرهم هي التي تتمسك بالإسلام، مشيرا إلى أن هذا يظهر مدى الحقد على المملكة التي هي معقل التوحيد والسنة وحامية الحرمين والقائمة بواجبها نحو قضايا الإسلام والمسلمين على ضوء كتاب الله وسنة رسوله.