«وُجِدَ مشنوقا بباب الحمام في زنزانته الانفرادية بسجن سيليفري، وذلك في الساعة 10:22 بالتوقيت المحلي من مساء أمس الأحد»، تبريرا كان كفيلاً بإيضاح أن الرياح لم تسر بما يشتهي «العثمانيون الجدد»، وأن تهمة التجسس السياسي والعسكري والتجسس الدولي، الملفقة ل«زكي مبارك» لصالح الإمارات العربية المتحدة، لم تؤت أكلها لدى زبانية أردوغان، الأمر الذي يفتح باب التساؤل على مصراعيه «لماذا صفى «العثمانيون الجدد» الفلسطيني زكي مبارك؟». وعلى رغم محاولات السلطات التركية إيهام العالم بدراما انتحار «زكي مبارك» التي قالت عبر بوقها «الأناضول» أن أحد موظفي السجن أبلغ على الفور مسؤولي السجن فور مشاهدته «حسن» مشنوقا، على باب الحمام، أثناء قيامه بتوزيع الطعام على المساجين، إلا أن القصة التركية لم تجد محلاً للمصداقية لدى عائلة الشاب الفلسطيني المعتقل لدى تركيا. زكريا مبارك شقيق «زكي» قال في فيديو نشره على مواقع التواصل الاجتماعي أن شقيقه قتل في سجن تركي على أيدي قوات الأمن حتى لا تظهر براءته، نافياً في الوقت ذاته انتحار زكي. وتنتهج السلطات التركية بزعامة أردوغان سياسة تصفية العديد من السجناء داخل سجن سيليفري الذي قالت عنه تقارير صحفية تركية عدم تمتع السجناء فيه بأية خصوصية حتى في استخدام دورات المياه، حيث تثبت كاميرات مراقبة مكبرة على أبواب الزنازين والنوافذ والأسرة، وتتم مراقبتهم حتى أثناء نومهم، ولا يُسمح بتغطية النوافذ بأوراق الصحف أو حتى بوضع ستار، الأمر الذي ينفي فرضية انتحار زكي على باب الحمام كما تدعي أنقرة. وذكر موقع «مركز ستوكهولم للحريات» الأحد الماضي تقريرا، رصد فيه حالات الوفاة داخل غرف الاحتجاز التركية، قال فيه: إن عددا كبيرا من السجناء لقوا مصرعهم في «ظروف غامضة»، بعد تعرضهم لسوء المعاملة أو من جراء عمليات تعذيب وحشية ارتكبت في حقهم، ما يشير إلى اتجاه «العثمانيين الجدد» نحو تصفية السجناء داخل «سيليفري» وإخوته.