منذ انطلاقته، يسعى مشروع «سلام للتواصل الحضاري» من خلال استراتيجية واعدة وأهداف واضحة تنسجم ورؤية المملكة 2030، وبكادر شبابي طموح، إلى إيصال صوت وصورة المملكة المشرق إلى العالم، من خلال مبادرات ناعمة سريعة ومرنة موازية للديبلوماسية الرسمية التي تعتبر رائدة في العالم وذات تأثير دولي كبير، ما يمنح الفرصة لبروز جيل شاب وقيادي قادر على التفاعل مع العالم، متسلح بالعلم والمعلومة ويجيد الحديث بلغات مختلفة. وتُعبِّر رؤية مشروع «سلام» عن التغيير الإيجابي للصورة الذهنية للمملكة في المجال العالمي، يتأسس على تشكيل قوى ناعمة من شباب وبنات المملكة العربية السعودية، تتبني وعي فاعل قوامه التصالح مع الذات والانفتاح على الآخر، وبناء حوار حضاري جاد ومسؤول مع الثقافات المختلفة والمجتمعات الدولية، للوصول إلى أرضية مشتركة للتعايش. ويقوم مشروع «سلام للتواصل الحضاري» بتأهيل الشباب عبر عدد من المراحل التي تتم بمعايير علمية ومعرفية مهمة وبأساليب متنوعة، مثل ورش العمل التفاعلية التي تمت خلال الفترة الماضية مع متخصصين من أعلى النخب العلمية، كورشة عمل «أهم القضايا المثارة عن المملكة في التقارير الدولية»، وورشة عمل «مؤشرات الصورة الذهنية عن المملكة وواقع الصورة الذهنية عن المملكة»، وورشة «الأنظمة والقوانين في السعودية»، وورشة «دور المملكة في تعزيز الاقتصاد العالمي: رؤية 2030» وغيرها من الورش المتخصصة التي تُقدِّم دعماً قوياً للمشاركين في فهم عمق القضايا المختلفة ومعرفة الطريقة المثلى للتعامل معها في مختلف المحافل. القوى الناعمة اليوم التي عمادها روح الشعوب وفاعلية انتمائهم لوطنهم وقيم حياتهم وفي ظل ثورة الاتصال وعوالم التواصل، ومناخ الشفافية والانفتاح، تشكل القوة الأكثر تأثيراً في تشكيل الرأي العالمي، بل تتجاوزها إلى حل الأزمات والتحديات الدولية وتعزيز التعاون والتكامل بين الدول، وتكريس السلام العادل، من خلال البرامج والمبادرات المختلفة، وعلى رأسها برنامج تأهيل القيادات الشبابية للحوار العالمي ومختلف الدورات التدريبية، وورش العمل والزيارات الميدانية وجلسات العصف الذهني، لتطمح إلى تشكيل عناصر القوة الناعمة وفق مفهوم جديد يتخطى المفاهيم التقليدية، حيث الانجذاب إلى القيم المشتركة والإسهام في تحقيق تلك القيم. وانطلاقاً من استقراء شامل ودقيق للصورة الذهنية للمملكة في عدد من دول العالم، ورصد عميق لما ينشر في الصحف والمواقع وشبكات التواصل الاجتماعي، يعمل «سلام» على بناء الوعي بتأثير القوى الناعمة لدى نخبة منتقاة من الشابات والشباب لقيادة هذا المشروع الاستراتيجي ومخاطبة العالم بلغة جديدة ومؤثرة، يعضد تلك الرؤية سيرورة المجتمع السعودي وهو ينفتح على العالم في حوار شفاف وصريح، ويتكئ على إرث حضاري قوامه سماحة الإسلام وعالميته والقيم الأصيلة العربية، ومبادئ الدولة السعودية منذ نشأتها على يد الملك المؤسس طيب الله ثراه- المبنية على التسامح والتعايش، والتعاضد والتعاون، والساعية إلى بناء مجتمع دولي متوازن. من كل ذلك، يستلهم شباب «سلام» قوتهم الناعمة في إيصال رسالتهم إلى العالم، ويعضدونها من خلال برنامج مكثف ومتكامل لرفع مستوى الوعي بتحديات المرحلة المتشعبة والمتداخلة، وحسن توظيف الأدوات والآليات، في مسارين، أولهما تشكيل الرأي العام لخدمة الأهداف الوطنية، وثانيهما توجيه ذلك الرأي للمساهمة في نقل الصورة الحقيقية للوطن. إن تلك الجهود المجتمعية المتحررة من قيود البيروقراطية، تأتي ضمن عمل واعد من أجل بناء استراتيجية شاملة ومنظومة عمل متكاملة لاستثمار قيم المجتمع السعودي وإرثه الثقافي والفني، وتجربة الدولة السعودية في العمل الإنساني، وجهود تكريس السلام ومبادرات المستقبل، من أجل حراك أكثر تأثيراً في الداخل والخارج. وينطلق «سلام» الذي تأسس في العام 2015، كإحدى مبادرات اللجنة الوطنية لمتابعة مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، كمشروع واعد لمستقبل آمن تقوده الشعوب بقواها الناعمة، لتتجاوز بالمصارحة والحوار والعمل المشترك الراهن المثقل بالصراعات والحروب، وتُؤمن بيئة تسع جميع الحضارات والديانات والثقافات.