كي لا تكون ذاك الوحداني، وهذا ليس بالشيء الجيد، حتى لا ينتهي بك الحال إلى عدّاد كهرباء في حيطان القصص والمساكن الخارجية يحصي استهلاك الأمنيات، فلتتذكر كيف نسيتْ الشابّة خَبَالاتها، ومشاركاتها، كانت الأغنية التي تحبها لا تُنسى. وعيناها الجهنميّتان حدّقتا.. حدّقتا فيّ بجدّ. كان دمها الخفيف مثل مبخرةٍ نشطة، وأنا لمحتُ هذا بالصدفة. لكن ما أثار آلامي لاحقاً أن أياً من لهجتينا لم تكن كالأخرى، كنتُ صارماً وغبياً، كشخصٍ طاحت عمارته بعد أن غادرها بقليل، وتوقع أنه هو الذي مات. أما هي فقد داهمتها التعاسة، ولم تقل غير عبارةٍ واحدة: لهذا الحد؟ اختبأتُ.. ولبضع سنين تسمرتُ في الصمت والعناد، لقد اقتلعت هتافها الصباحي بغضبة مزارع، في حين أن الزهر كان يوشك أن ينبت في معصمينا. أخبرتكم كم أنّي غبيٌّ وصارم! أما الآن.. فيا لحكمتي؛ لكي تكون الخفاش والشاعر في نفس الوقت، كي لا ترسب في مذاكرة الغيوب تعلّم هالات الألوان في ضحكتها. وحتى تمسي القيامة سهلة، والجموع تعرف بالتأكيد أن القيامة هي اليوم الذي تبدأ فيه الأبدية، فلتتذكر الكلمات وهي تلمع في عينيها، وكيف لمحتها بالصدفة!