عندما تزداد ضربات القدر , وعندما تقسو عليك الحياة , تذكّر قدرة الله على إنقاذك وتحقيق انتصارك على خفافيش النجاح . وعندما تسقط على ظهرك ... لا تحزن انظر إلى الأعلى , وإذا كانت الليلة مظلمة , فانظر إلى السماء فماذا ترى؟!. سوف ترى السماء مرصعة بالنجوم , والسماء جزء من الكون الواسع الذي يتكون من مجموعة كبيرة من الجزر الكونية أو المجرات !! فانظر إلى أشكالها وتأمل عظمة الخالق في أبعادها !! وتختلف أشكال المجرات , فمنها ماهو على شكل كروي , أو بيضوي , أو حلزوني مقفل , أو حلزوني مفتوح . وتبعد عنا مجرة اندروميدا مثلاً حوالي 200.000 سنة ضوئية , أما سديم المرأة المسلسلة فتبعد عنا حوالي 680.000سنة ضوئية . أما مجرتنا وتسمى (درب التبانة) أو الطريق اللبني (Milky Way) فقد سميت بدرب التبانة , لأنها تشبه منظر التبن عندما يتبعثر على الأرض على طريق نظيف . أما التسمية الثانية فهي بسبب التشابه بين الشكل السحابي الأبيض في المجرة ولون اللبن المسكوب . وقد وصف أحد الشعراء القدامى مجرتنا فقال :- وترى بها أم النجوم كجدول في روضة فيها لجين ذائب وببابها سرب الضياء فواردٌ أو صادر أو راغب أو راهب وعندما ننظر إلى مجرتنا باتجاه مركزها , فإننا نراها كما نرى الغابة الكثيفة , فهي تحتوي على حوالي 100.000مليون نجم , ويوجد في الكون من أمثال مجرتنا حوالي 1000مليون مجرة . وتدور بلايين النجوم المكونة لمجرتنا حول مركز الدوران في اتجاه كوكبة النجوم المعروفة باسم "الرامي" أو برج القوس , وهو اسم معروف في دائرة البروج . إن التفكر في خلق السموات يؤدي إلى الإيمان بعظمة الخالق وقدرته سبحانه وتعالى . يقول الله في كتابه الكريم : (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) آل عمران , 191. وهكذا نجد أن ذكر السموات، وتدبر مافيها والتفكر في إبداعها يشيران إلى وحدانية وعظمة الخالق : فيا عجباً كيف يُعصى الإله أم كيف يجحده الجاحد وفي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد؟! فما أعظمك ..ياالله!!