في تطور سريع، أعلن الفريق أول ركن عوض محمد أحمد بن عوف، أمس (الجمعة)، تنحيه عن رئاسة المجلس العسكري الانتقالي في السودان، بعد يوم واحد من توليه رئاسة المجلس، وعزله الرئيس عمر البشير، مؤكدا اختيار الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان عبدالرحمن خلفاً له في رئاسة المجلس العسكري الانتقالي. وأكد ابن عوف في بيان له، إعفاء الفريق أول ركن الدكتور كمال عبدالمعروف من منصبه نائباً لرئيس المجلس العسكري الانتقالي. وفيما أدى الفريق أول البرهان القسم رئيسا للمجلس العسكري أمس، اعتبر تجمع المهنيين السودانيين المنظم للمظاهرات التي أدت إلى عزل الرئيس عمر البشير، أن تنحي رئيس المجلس «انتصار لإرادة الشعب السوداني». ودعت قوى إعلان الحرية والتغيير السودانيين إلى البقاء في ساحات الاعتصام، أمام القيادة العامة للجيش. وفور إعلان تنحيه عن رئاسة المجلس العسكري السوداني، ضجت ساحة الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش السوداني، بالهتافات والأهازيج، وردد آلاف المتظاهرين شعارات تثمّن استجابة الجيش لمطالب الحراك الشعبي الذي ينادي بتغيير شامل في منظومة الحكم. وطالبت قوات الدعم السريع، بفتح باب الحوار مع مختلف شرائح المجتمع، ووضع برنامج واضح لفترة انتقالية لا تتجاوز 6 أشهر، مع تشكيل مجلس عسكري انتقالي وحكومة من «تجمع المهنيين». من جانبها، رحبت المعارضة السودانية «بحذر» باستقالة ابن عوف عن منصبه، مرجعة ذلك إلى «تصميم الشعب السوداني على التغيير». وأكد المجلس العسكري أنه لن يسلم الرئيس عمر البشير المطلوب بمذكرتي توقيف من المحكمة الجنائية الدولية «إلى الخارج»، مشيرا إلى أن البشير لا يزال محتجزا، دون أن يحدد مكانه. وقرب مقر القيادة العامة للجيش في وسط العاصمة، لا يزال آلاف السودانيين متجمعين، يهتفون يغنون ويرقصون ويتبادلون القهوة، مصرين على مواصلة احتجاجهم. وكانوا رفضوا الخروج من الشارع متحدين قرار حظر التجول الذي طبق ليلا. وأعلن أمس، رئيس اللجنة العسكرية والسياسية في المجلس العسكري الذي أعلن تولي الحكم بعد الإطاحة بالرئيس البشير، أن الحكومة القادمة ستكون «حكومة مدنية». وقال الفريق أول ركن عمر زين العابدين في مؤتمر صحفي عقده في الخرطوم إن «الحكومة ستكون حكومة مدنية، ونحن لن نتدخل فيها، سنبقى بعيدين». وأضاف أن المجلس لن يطرح أسماء لعضوية الحكومة، مضيفا أن «وزير الدفاع سيكون من القوات المسلحة، وسنشارك في تعيين وزير الداخلية»، مؤكداً العزم على «إجراء حوار مع كل الكيانات السياسية لتهيئة المناخ للتبادل». وردا على سؤال حول مصير حزب المؤتمر الوطني الذي يرأسه البشير، قال زين العابدين «لن نقصي أحدا ما دام يمارس ممارسة راشدة»، وأكد أن المجلس لن يسمح بأي «عبث بالأمن»، مضيفا «الأولوية هي للأمن والاستقرار»، ومهمة المجلس «تقضي بحسم للفوضى». وردا على سؤال عن حركة الاحتجاج، قال «سنجلس مع المحتجين ونستمع إليهم»، مضيفا «نحن جزء من مطالب الناس». وحثت دول عدة بينها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي (الخميس)، العسكريين على إشراك المدنيين في العملية الانتقالية. ولدى الإعلان عن الإطاحة بالبشير أمس الأول، نزل المواطنون بالآلاف في الشوارع تعبيرا عن فرحتهم، وقام بعضهم بتقبيل جنود ورقصوا على الدبابات. وأعلن المجلس العسكري الانتقالي أنه لن يسلم عمر البشير «إلى الخارج»، وقال زين العابدين ردا على سؤال، «نحن كمجلس عسكري لن نسلّم الرئيس في فترتنا إلى الخارج»، مضيفا «نحن عساكر، نحاكمه بحسب قيمنا»، متابعا: «نحن نحاكمه، لكن لا نسلمه». وعقد مجلس الأمن الدولي أمس اجتماعا طارئا حول السودان، بناء على دعوة 6 عواصم بينها واشنطن وباريس ولندن. وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية روبرت بالادينو إنّ «الولاياتالمتحدة تُواصل دعوة السلطات الانتقالية إلى ضبط النفس وإفساح المجال أمام مشاركة مدنيين في الحكومة». ودعت وزيرة خارجية الاتّحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني الجيش السوداني إلى نقل السلطة «سريعاً» إلى المدنيين، منوّهةً برغبة الشعب السوداني في التغيير. وعبرت جامعة الدول العربية في بيان لها أمس عن أملها «أن يتوافق أهل السودان على ما فيه مصلحة البلاد»، داعية إلى «تحلّي الجميع بالحكمة المطلوبة في هذا الظرف الدقيق مع التمسك بالحوار السياسي لتحقيق تطلعات الشعب السوداني».