احتدمت المواجهة بين الجيش الوطني الليبي وحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج أمس (الأحد)، وسط تقدم لقوات شرق ليبيا بقيادة المشير خليفة حفتر. وشنت مقاتلات الجيش الليبي للمرة الأولى غارات على مواقع مليشيات وتشكيلات مسلحة جنوب العاصمة، ردا على قصف جوي لمقاتلات حكومة الوفاق على «غريان ومزدة»، فيما أعلنت قيادة القوات الأمريكية في أفريقيا إجلاء مجموعة من قواتها من ليبيا دون أن تكشف عن عددهم. وأعلنت مصادر عسكرية أن قوات حفتر شنت 8 غارات على تجمعات مسلحة للوفاق في ضواحي طرابلس. وأفادت المصادر بانقطاع الكهرباء عن بعض مناطق جنوب العاصمة جراء الاشتباكات، بينما ذكرت مصادر صحية تابعة لحكومة الوفاق سقوط 21 قتيلاً في الاشتباكات. وبينما أكد المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري أن الكلمة ستكون للمعركة، وأن السراج فشل في نيل الثقة من البرلمان، ولم يكسب أي شرعية من أي جهة رسمية، أعلن المتحدث باسم القوات التابعة لحكومة الوفاق العقيد محمد قنونو أمس انطلاق عملية «بركان الغضب» لتطهير كل المدن، بحسب تعبيره. وأوضح المسماري في مؤتمر صحفي أمس الأول أن هدف الجيش الليبي تأمين العاصمة طرابلس وتجنب توسيع رقعة المعارك، مؤكدا حرص الجيش على تجنب استخدام السلاح الثقيل حفاظا على أرواح المدنيين. ودعت بعثة الأممالمتحدة إلى ليبيا أمس، إلى هدنة لمدة ساعتين في جنوبطرابلس. وقالت البعثة إنها تحث الجانبين على الالتزام بهدنة بين الساعة 16:00 و18:00 بالتوقيت المحلي لإجلاء الجرحى. وفي دليل دامغ على التورط تنظيم «الحمدين» في ليبيا، كشف تقرير بثته قناة «مباشر قطر» أن قوات الجيش الليبي ضبطت صناديق من الأسلحة في أيدي المليشيات المسلحة تحمل اسم دولة قطر وأرقاما متسلسلة خاصة بوزارة الدفاع القطرية. وأكد التقرير أن ضبط صناديق الأسلحة يأتي في وقت يخوض فيه الجيش الليبي معركة حاسمة لتحرير طرابلس من أيدى المليشيات المسلحة التي يرعاها تنظيم الحمدين، وهي العملية التي أثارت غضب الدوحة وتعالت معها صيحاتها من أجل تخفيف الضغط عن الجماعات الإرهابية التي تدعمها في ليبيا.