أستطيع أن أعتبر المشاريع الأربعة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين أمس الأول تجسيداً لهوية الرياض الجديدة، فالمشاريع التي استهدفت تحقيق معايير جودة الحياة لن تحقق بيئة حياة أفضل لسكان العاصمة الذين يشكلون اليوم مزيجاً من مختلف مناطق المملكة وحسب، بل ستنعكس إيجاباً على كل شخص منهم اجتماعياً وصحياً ومعيشياً وترفيهياً ومناخياً ونفسياً. مشروع الرياض الخضراء الذي يستهدف رفع نصيب الفرد من المساحات الخضراء من 1.7م2 إلى 28م2 بزيادة المساحات الخضراء من نسبة 1.5% إلى 9% بحلول 2030، وزراعة أكثر من 7.5 مليون شجرة سيكون له تأثير بيئي كبير على المدينة، فمعدل انخفاض الحرارة سيصل 2 درجة مئوية على مستوى المدينة، وسيصل إلى 8-15 درجة مئوية تحت ظل الأشجار، بينما سينخفض ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 6%، أما مقدار توفير الطاقة فسيكون 650 جيجاوات ساعة سنويا، أي 1.1 مليون برميل نفظ لإنتاج الطاقة. أما مشروع المسار الرياضي الذي يبلغ طوله 139كم، فهو بحد ذاته إضافة نوعية للمدينة حيث سيكون أشبه بشريط نابض بالحركة والحياة يتيح ممارسة مختلف الرياضات من ركوب الدراجات إلى ركوب الخيل وسيتميز بالمسارات العصرية التي تحفز على ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية في أجواء مبتكرة مع الاستمتاع بالتنزه واستراحات المقاهي، ولعل مما أبرز ملامحه البرج الرياضي ذو التصميم الفريد من نوعه الذي سيحتوى صالات للتدريب، وملاعب لرياضات متنوعة منها كرة القدم والتنس والجولف والسلة والملاكمة وكرة الماء والتسلق والرماية والسباحة وهوكي الجليد، ومضماراً للدراجات الهوائية. أما قلب المدينة فسيكون بالفعل أخضرَ، مع مشروع حديقة الملك سلمان، وهو مشروع مختلف بكل تفاصيله المتميزة، فهو مدينة داخل المدينة، يقع على مساحة 13 ألف كم2 كانت تشكل أرض المطار القديم أي أنه 5 أضعاف حجم حديقة هايدبارك اللندنية و4 أضعاف حجم سنترال بارك نيويورك، وسيضم حدائق متخصصة وملاعب مائية ومشاتل، بينما سيضم المجمع الملكي للفنون الذي يقع ضمن حدودها 3 صالات للسينما و4 أكاديميات فنية و7 مسارح ومركزاً ثقافياً تعليمياً للأطفال، وستضم الحديقة مراكز نشاطات رياضية كالقفز المظلي وملاعب الواقع الافتراضي ومركزاً للفروسية، وكذلك متاحف للفلك والفضاء والعلوم والنباتات والطيران و العمارة. وستكون حصة المساحات التجارية من الحديقة 500 ألف م2 والمكتبية 600 ألف م2، والسكنية 12 ألف وحدة سكنية، بالإضافة إلى 16 فندقاً. وختامها مسك مع مشروع الرياض آرت، الذي أستطيع اختصاره بجملة واحدة: أنه سيحول الرياض إلى متحف فني مفتوح يضع فيها الفنانون بصماتهم في كل أركانه ومساحاته. هل بعد كل ذلك لا تكون بالفعل.. الرياض الجديدة؟!