• مرت الأيام لكن تلك الليلة لم أنسها لأنها تركت في داخلي عتبا تحول إلى غضب دفعني إلى أن أكتب هذا المقال الذي أحاول من خلاله التذكير بثوابت بل مبادئ الأهلي التي تجاوز عليها موسى ومهند في ليلة ظلماء. • الأهلي كما هو معروف عنه مختلف عن كثير من الأندية، وأعني بالاختلاف أن له ثوابت ومبادئ لا تتغير بتغير الإدارات. • في قاعته المعنية بتاريخ وصور كل من تعاقبوا على رئاسته كتاب موشوم بنهج أو منهج الأهلي يفترض أن يتم الاطلاع عليه من قبل كل من يعمل في الأهلي، لكي لا يتجاوز على هذا النهج المعروف عندي بدستور الأهلي. • وهذا النهج يعرفه كل من عملوا في الأهلي، ومن يتجاوز عليه أو يحيد عنه، أياً كان، يتحاسب، وللحساب في الأهلي لائحة تستمد قوتها من التطبيق. • أذكر بذلك بعد أن تجاوز موسى المحياني على ذاك النهج بأسلوب استهجنه كل من يعرف الأهلي كونه خروجا عن المألوف. • قد يعتبرها البعض إيضاح حقائق أو دفاعا عن النفس، وأنا أراها عكس ذلك، بل وتجاوزا على أدبيات الأهلي، وذات الكلام يقال للكابتن مهند عسيري حتى إن اعتبر الموالون له مداخلته ردة فعل، وأياً كانت الأقوال موسى ومهند أخطآ بحق الأهلي، ومن هذا المنطلق ساويت بينهما في الفعل. • الأهلي يا موسى أكبر من أن تضعه أنت ومهند في تلك المساحة التي لا تليق به، فنحن نعرف الأهلي كنادي المبادئ، وأنت مع مهند كان يفترض أن تحترماه كما احترمكما بدلاً من أن تحولاه إلى عبارات سطحية كانت مثار سخط من قبل جماهير الأهلي قاطبة. • عن ماذا كان يبحث موسى المحياني في ذلك الحوار، وأي رسالة وجهها من خلال «برنامج كورة» مهند عسيري تعقيبا على ذاك الحوار، في الحالتين ضد الاثنين، وفي الحالتين أقول الأهلي أكبر من شجاركما الصغير جداً جداً جداً. • سؤال بريء يا موسى: هل كنت سترضى لو أنت في منصبك بالنادي وطلع أي شخص مستقيل وقال ما قلت؟ قطعاً كلا، لأنك ستنظر له بأنه ضد الفريق وضد استقرار الفريق، وهكذا رآك جمهور الأهلي، وأنا واحد منهم يا صديقي. • ونفس السؤال أطرحه بصيغة أخرى على مهند، وأقول: هل من يحب الأهلي يقول عن حبيبه الأهلي ما قلت من كلام أزعجني لأنه منك؟ • يا حيف على عشق كان، ويا حيف على المواقف يا موسى ويا مهند. • كنت أتمنى أن تعزلا الأهلي عن مواقفكما من بعض التي لمست فيها غلاً، وكنت أتمنى طالما الغل وصل بينكما سقفه الأعلى أن تصفوه أو تعالجوه في منأى عن الأهلي، لأن ما حدث بينكما شوه الأهلي وأساء للأهلي من خلال ظهور خاطئ في الشكل والمضمون، ولم أقل التوقيت. • أكبرت في الزميل خالد الشنيف، مقدم برنامج كورة، احترامه للأهلي أكثر من موسى ومهند حينما حاول أن لا يضع النادي في موقع لا يليق من خلال قضية طرفاها مدير مستقيل ولاعب مستبعد، مع أن الاثنين جاهزان للرمي بشرر دون أي احترام لنادٍ كبير وإدارة نادٍ تعمل على استقرار الفريق. • يعرف كل من موسى المحياني ومهند عسيري حجم علاقتي بهما واحترامي لهما، لكن حينما يكون الأمر مرتبطا بالأهلي فالأهلي عندي وعند كل الأهلاويين فوق الجميع. • وللدلالة على ثوابت الأهلي غادر حسين عبدالغني وعاد دون أن يمس الأهلي بكلمة، بل في كل مرة يسأل عن الأهلي ينثر عشقة بصوت عالٍ، وما يقال عن حسين يقال عن تيسير الجاسم عندما شارك الوحدة أمام الأهلي قدمته الصورة كما لو كان في عزاء وليس مباراة كرة قدم، وعندما عاد لم يقل أكثر من أنني عدت لبيتي، وبين عبدالغني وتيسير أجيال من الحكايات الناطقة بمبادئ ومنهج الأهلي. • تعمدت طرحه الآن حتى يكون أعم وأفيد للأهلي، ولكي لا يطاله التصنيف، ففي ظاهره للمحياني ومهند، وفي مضمونه رسالة لكل أهلاوي، أياً كان، فكما أسلفت للأهلي ثوابت يجب أن لا تمس. • ومضة: تقول صديقة عقلي أحلام مستغانمي: ما الإشاعات سوى رصاصات بيضاء، دون كاتم صوت. فالمقصود منها هو الدويّ الذي تحدثه، والذي يراهن قنّاصة الظلام على قدرته على قتل أناسٍ، أكبر من أن يستطيعوا قتلهم برصاصٍ حقيقيّ. Ahmed_alshmrani@