ارتفعت شعبية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشكل طفيف في استطلاعات الرأي، بعد الجولات التي باشر القيام بها في البلاد في إطار «النقاش الوطني الكبير» الذي أطلقه لمواجهة التحرك المطلبي ل«السترات الصفراء»، الذي قلب الأجندة الإصلاحية للرئيس الوسطي. وزادت شعبية ماكرون بنسبة 4% في الأسابيع الأربعة الماضية، وفق آخر استطلاع لمؤسسة «بي في أي» نشر اليوم (الجمعة)، بعدما بيّن استطلاع سابق لها تراجع شعبيته بنسبة 15% بين يونيو ونوفمبر. وأظهر الاستطلاع الذي أجري في 22 و23 يناير أن 31% من الذين شملهم لديهم نظرة إيجابية إزاء ماكرون، فيما عبّر 69% عن رأي سلبي إزاء الرئيس. كما أظهر استطلاع لمركز «أودوكسا» أجري بين 22 و23 يناير، نشرت نتائجه الجمعة أيضاً، أن 30% يرون ماكرون «رئيساً جيداً»، و69% لهم موقف مختلف. ويرى محللون أن صعود شعبية الرئيس البالغ من العمر 41 عاماً يعود إلى أدائه الحماسي في النقاشات مع رؤساء البلديات والناخبين، منذ إطلاقه هذا المنتدى العام في 15 يناير. وقال ماكرون بعد ظهوره المفاجئ الخميس في لقاء مع 250 شخصاً في بورغ-دو-باج في جنوبفرنسا «لن أستأثر بالميكروفون». وسعى ماكرون إلى التأكيد على صورته كمواطن عادي، بعد أسابيع من اتهام المتظاهرين له بأنه «رئيس الأغنياء». ويقول محللون إن التزام ماكرون برفض العنف استقطب نحوه على ما يبدو الناخبين اليمينيين الداعمين لفرض القانون. كذلك، فإن رزمة الإعانة الاقتصادية لذوي الدخل المحدود التي أطلقها بعد الاحتجاجات تتضمن إجراءات يسعى إلى تنفيذها منذ وقت طويل قادة من اليمين، مثل عدم فرض ضريبة على العمل الإضافي. وقال جيروم فوركيه من مركز «إيفوب» للإصلاحات «يبدو أن هذه الأزمة الحادة تسمح وللمفارقة، لماكرون بأن يحيي إستراتيجيته باستقطاب الأغلبية اليمينية المعتدلة». وستستمر النقاشات على مستوى البلاد حتى 15مارس، ووعد ماكرون أنه سيأخذ خلالها شكاوى الناس، تزامناً مع العمل على إصلاحات إضافية لتعزيز الاقتصاد الفرنسي.