بعد أقل من ثلاثة أشهر على توليه الرئاسة الفرنسية، تشهد شعبية إيمانويل ماكرون الرئيس الشاب الذي فاجأ الخارج والداخل بوصوله الى سدة الرئاسة بفوز ساحق، انخفاضاً كبيراً، الأمر الذي ركزت عليه الصحف الفرنسية امس. وحمل غلاف صحيفة «ليبراسيون» صورة ماكرون عليها تعليق «الشك الكثيف» وعنونت انه «في هذه المرحلة من مدة رئاسته التي تدوم خمس سنوات يشهد ماكرون أسوأ تدن في شعبية رئيس منذ 20 سنة»، وعزت ذلك الى «كثرة التناقضات والأخطاء». اما صحيفة «لوفيغارو» فنقلت عن عدد من نواب حركة «الى الأمام» التي أسسها ماكرون، استياءهم من إعلانات فوضوية عن خطط إصلاحات ومطالبتهم بإطلاق إصلاحات حقيقية يكون لها معنى». ونقلت «لوموند» عن منتمين جدد الى الجيش تدنياً في معنوياتهم حتى قبل خفض موازنته الذي تسبب بالأزمة الأولى لماكرون في ولايته نتيجة خلافه مع قائد الجيش السابق فيليب دو فيليي. واستقال دو فيليي اثر وضع ماكرون «النقاط على الحروف» علناً، مؤكداً انه القائد الفعلي وهو الذي يقرر خفض الموازنة ولا يحق لأحد ان يخالفه الرأي او يضغط باتجاه معاكس. ويبدو ان ذلك أثر في شكل كبير في شعبية الرئيس الذي بدأ يمارس السلطة في شكل احادي. وأفيد أنه في ضوء تراجع شعبيته جمع ماكرون المقربين من مستشارين وأعضاء في الحكومة والحزب، داعياً الى تنسيق اكبر وشرح افضل للإصلاحات الآتية. وأظهر استطلاع لمؤسسة «إيبسوس» في نهاية الشهر الماضي، تزايد الاستياء من أداء الرئيس الفرنسي بواقع 15 نقطة مئوية، فيما عكس استطلاع ل «ايفوب» اكبر تراجع في شعبية رئيس في مستهل ولايته منذ 1995. وأكدت مؤسسة «يوغوف» هذا التراجع مشيرة الى ان ماكرون يحظى فقط بتأييد 36 في المئة من الفرنسيين. وعزا مراقبون ذلك الى نزعة الرئيس الى السيطرة وإبعاده الإعلام عنه. وتحدث بعض الصحف عن «قلة خبرة» النواب الذين ينتمون الى حركة «الى الأمام». الا ان ماكرون يأخذ مبادرات لتصحيح الأخطاء وتنفيذ الإصلاحات التي وعد بها مع رئيس حكومته أدوار فيليب. ويتوقع ان تشهد فترة العودة من الإجازات التي تشمل الطبقة السياسية، مطبات مع عزم ماكرون على تطبيق خفض الإنفاق وإجراء إصلاحات غير شعبية.