3 سنوات كانت كافية، ليسقط حي إسكان الملك فهد الجنوبي في العاصمة المقدسة، ضحية لعدد من التجاوزات، جعلت كل من يتجول فيه، يعتقد أن المخطط افتُتح وبدأ السكن فيه منذ 3 عقود، وليست 3 سنوات، لكن في هذه الفترة الوجيزة من عمر الأماكن انتشرت في المخطط مخالفات وتجاوزات جعلت كل من سكن فيه يعض أصابع الندم، لشرائه بيتا فيه، فالنفايات تكدست أروقته بلا رقابة، فضلا عن مخلفات البناء التي تحولت إلى عوائق أمام العابرين، كما اختفت أغطية مناهل الصرف الصحي من أجزاء واسعة في الحي، وأضحت أفخاخا تتربص بالسكان، خصوصا صغار السن. وتحول عدد من الفلل المهجورة في الحي إلى أوكار لمخالفي أنظمة العمل والإقامة، إذ حولوها إلى مخازن لمسروقاتهم، وانتشرت في الحي المستنقعات التي ما انفكت تصدّر للسكان الأوبئة والحشرات والروائح الكريهة، إضافة إلى وجود أنابيب الصرف الصحي بطريقة عشوائية تعيق العابرين. وشكا توفيق جوهرجي من انتشار مخلفات البناء في الحي بكثافة، مشيرا إلى أنها غطت غالبية الأرصفة دون مراعاة لحق الطريق. وذكر أن غالبية السكان يمارسون رياضة المشي على الأرصفة، بيد أنهم يصطدمون بمخلفات البناء التي تعترضهم، ويضطرون إلى العودة إلى مساكنهم. ورأى جوهرجي أن الطريق الممتد من مسجد بلال بن رباح والمتجه نحو الجنوب يحتاج إلى توسعة، خصوصا عند منفذ الحي الرابط بحي الشوقية، إذ تكثر الحوادث المرورية، وتلبك الطريق في أوقات الذروة الصباحية، ووقت الغروب. وبين جوهرجي أن الشارع يحتاج إلى تدخل مشرط الأمانة لتوسيع الشريان الحيوي للحي، لتجنيبه حالات «الجلطات» اليومية، مشددا على ضرورة تسمية وترقيم شوارع الحي بدلا من حالات التيه التي يعيشها ضيوف وزوار الحي، أثناء بحثهم عن عناوين مجهولة وغير واضحة. وأفاد خالد النمري أنه يحيط بمنزله عدد من الفلل التي تركها أصحابها دون تأجيرها أو حتى إغلاقها، فتحولت بمرور الوقت إلى أوكار للمخالفين، والحيوانات السائبة، ومخازن للنفايات. وأكد النمري أنه دائما ما يرى العمالة السائبة تتردد على الفلل المهجورة، خصوصا في الساعات المتأخرة من الليل، لافتا إلى أنهم حولوها إلى مستودعات لمسروقاتهم، ومخبأ يحميهم عن العيون الساهرة. وأشار النمري إلى أن غالبية المساكن المهجورة في الحي تعود ملكيتها لكبار العقاريين الذين رسيت عليهم المزايدات، واشتروها للاتجار بها وعرضها في سوق العقار بأرباح باهظة، لكنهم تراجعوا بهبوط السوق، فتحولت بمرور الأيام مرامي للنفايات، ومصدرا يبث الرعب بين السكان. وتذمر إبراهيم القرني من انتشار المستنقعات في عبّارات الحي، وتحولها إلى مصدر للأوبئة والحشرات والروائح الكريهة، لافتا إلى أن بلاغاتهم المتكررة لأمانة العاصمة المقدسة لعلاج تلك المستنقعات لم تجدِ نفعا. ولفت إلى أن البحيرات أصبحت بمرور الوقت أرضا خصبة لتكاثر البعوض، مهددة بنشر الأمراض الوبائية ومن أبرزها حمى الضنك، مبديا استياءه من عبث المراهقين على جدران الحي بعبارات خادشة، فضلا عن ممارستهم التفحيط مهددين العابرين بالدهس. حفر الصرف المكشوفة تتربص بالصغار حذّر مصطفى بلخير من تزايد سرقة أغطية مناهل الصرف الصحي في الحي، مشيرا إلى أنه لم يتبق منها سوى عدد قليل، بينما انتشرت الحفر المكشوفة التي قد تبتلع الصغار في أية لحظة، خصوصا في المناطق الطرفية في الحي. وقال بلخير: «للأسف لم تجد بلاغاتنا المتكررة لأمانة العاصمة المقدسة أي تجاوب، فسقط الحي الحديث ضحية للإهمال»، موضحا أن الإسكان يعاني من تدني مستوى النظافة، وتكدس النفايات وتحولها إلى بؤر للأوبئة والحشرات والروائح الكريهة. ووصف بلخير فتحات المناهل المكشوفة بالكمائن التي تتربص بالعابرين خصوصا الأطفال، مبينا أن أنابيب مياه الصرف الصحي تركها مقاول المشروع في الحي دون أن يرفعها، مشكّلة عوائق وعقبات أمام العابرين.