يجسد حي البوادي صورة مشوهة في شمال جدة، فرغم أنه يصنف ضمن الأحياء الراقية، (إذا ما استثنينا الجزء الشعبي منه)، إلا أن المتجول فيه يصطدم بتدني مستوى الخدمات التنموية الأساسية، مثل شبكة الصرف الصحي، ما نشر مستنقعات المجاري في شوارعه، التي ما فتئت تصدّر للسكان الروائح الكريهة والحشرات، فضلا عن الأمراض. ويعاني «البوادي» من تكدس النفايات في أروقته، ويطالب السكان الجهات المختصة بالتدخل سريعا، وإنقاذ الوضع والارتقاء بالإصحاح البيئي في حيهم، خصوصا أن غالبيتهم باتوا يخجلون من توجيه الدعوات لأقاربهم لزيارة منازلهم، خشية رؤية الوضع المزري الذي يعيشون فيه، مشيرين إلى أنهم لم يتوقعوا أن يتدهور الوضع في الحي سريعا، خصوصا في شارع طارق بن شريق المتفرع من شارع قريش. وتذمر سالم الحربي من انتشار مستنقعات الصرف الصحي في حي البوادي، وتحولها إلى مصدر للأوبئة والحشرات والروائح الكريهة، مرجعا المشكلة إلى افتقاد الحي إلى شبكة مجاري. وحذر الحربي من تدهور الإصحاح البيئي في البوادي، مشددا على ضرورة تدارك الوضع فيه بإزالة المخلفات التي تنتشر فيه بكثافة، وإنشاء شبكة لتصريف المجاري. وطالب الأمانة بتكثيف الرقابة على العقارات التي يتسرب منها الصرف، وإلزام ملاكها بشفطها، وفرض غرامات رادعة على المخالفين، مشيرا إلى أن الحي بدأ يتدهور في ظل غياب الخدمات التنموية عنه. وذكر أحمد الناصر أنه بات يخجل أن يوجه الدعوات لزملائه وأقاربه لزيارة منزله في البوادي، خشية أن يروا التدهور البيئي الذي يعيشون فيه. وشكا من انتشار المستنقعات الصرف الراكدة في زوايا الحي، خصوصا في شارع طارق بن شريق المتفرع من شارع قريش، لافتا إلى أن تلك المنطقة تغرق في المجاري، في تدهور بيئي خطير، ينذر بوقوع كارثة. وأنحى الناصر باللائمة في ما يحدث من تجاوزات على أمانة جدة، وشركة المياه الوطنية، متذمرا من تكدس النفايات في الشوارع مع تزايد رقعة المستنقعات الراكدة التي تصدّر للأهالي الحشرات والروائح الكريهة. واستاء خالد سعيد من غرق غالبية شوارع البوادي بالصرف الصحي، مشيرا إلى أنها تسببت في تآكل الطبقة الأسفلتية ونشرت الحفر التي أتلفت المركبات. ورأى أن الجزء المخطط والحديث من البوادي فقد كثيرا من بريقه، بعد أن بات يعاني من العشوائية وغياب الخدمات، إضافة إلى تدهور الوضع البيئي فيه، مناشدا أمانة جدة وشركة المياه الوطنية التحرك وإنقاذ البوادي، والارتقاء به.