تابعنا خلال الشهرين الماضيين الحملة المسعورة، التي شنتها ومازالت بعض الأبواق والأقلام المأجورة على ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، في محاولة للنيل منه وإقحامه في قضية مقتل جمال خاشقجي، وشرعوا في التصعيد مؤملين تحقيق أحلامهم المريضة، على الرغم من الأدلة والبراهين المعلنة من النيابة العامة، التي أظهرت الحقيقة وتحديد المتورطين في تلك القضية، التي استنكرها خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، بل وأكدا على المسارعة في تحديد المتورطين وتقديمهم للعدالة. ونعلم جميعا أن الهدف من وراء تلك الحملة، التي تقودها قطروتركيا هو خلق فجوة بين الشعب وولي العهد، متناسين أنهم أبناء سلمان بن عبدالعزيز، وأصحاب الوقفات المشرفة ضد الدعوات المطالبة بالخروج على ولاة أمرهم، كحملة حنين وخلافها، إضافة إلى محاولة إيقاف دور ولي العهد الريادي حول المد الفارسي وأعوانه من حزب الله وخلافهما، ممن يهددون بتفكيك العالم الإسلامي وبسط أجندتهم الخبيثة. وبعدما أيقن أولئك المرجفون بخيبة أملهم وخسارة رهانهم في التأثير داخليا بدأوا باختلاق سيناريوهات أخرى بعد علمهم عن قيام ولي العهد بجولات لعدة دول عربية قبل مشاركته ضمن رؤساء قمة العشرين، التي عقدت في بوينس آيرس بالأرجنتين، لتعزيز دور وحضور المملكة الريادي على كافة الأصعدة وفي طليعتها مكافحة الإرهاب، محاولين إفساد تلك الجولة ومؤكدين أن مشاركة ولي العهد في القمة ستكون هامشية، ولن يلتقي مع أي من رؤساء الدول الحاضرين القمة، وأخذوا يحشدون إعلامهم المضلل ضده، مطالبين الرعاع أمثالهم في الدول المقررة للزيارة بالتأثير عليهم للمطالبة بإلغاء زيارته وإفسادها، فتلقوا الضربة القاصمة هم وأذنابهم، وهم يشاهدون زعماء تلك الدول في مقدمة مستقبلي ولي العهد، والحفاوة الكبيرة التي أظهروها على المستويين الرسمي والشعبي، علاوة على تسابق قادة دول العشرين للسلام عليه والحديث معه، وكسب ود المملكة لعلمهم بثقلها السياسي والاقتصادي، على الرغم من محاولة الرئيس التركي إقناع الرئيس الأرجنتيني بإثارة قضية الصحفي خاشقجي أثناء القمة، إلا أنه قوبل بالرفض، متناسيا الدور السعودي المشرف مع تركيا حينما أوقفت روسيا استيراد المنتجات التركية إثر إسقاطها الطائرة الروسية في سوريا، واستعداد المملكة بشراء تلك المنتجات حتى لا يتأثر الاقتصاد التركي. وقد أجمع المتابعون أن حضور ولي العهد للقمة كان مميزا بكافة المقاييس، وحاز على إعجاب الجميع الذين عبر البعض بأنها قمة محمد بن سلمان وليست قمة العشرين. وقد حملت تلك الهجمة فوائد عدة أبرزها يقين أبناء الشعب السعودي الوفي بكافة أطيافه الاجتماعية والمذهبية، أن هدفها في المقام الأول المملكة، من خلال تفكيك اللحمة الوطنية، ومن ثم تشويه صورتها وإساءة سمعتها دوليا، ومسح الصورة الحسنة التي رسمها ولاة أمرنا لهذه البلاد المباركة على المستويين الإقليمي والدولي، ولكن الله رد كيدهم في نحورهم. وختاما لا نقول إلا أنه طالما هناك وطن بحجم المملكة، وشعب قائده سلمان وولي عهده محمد فلن ينال منه حاقد وطامع. ونعزيهم بالقول: «موتوا بغيظكم». * لواء متقاعد