على رغم أن كثيرا من المواقف الدولية حيال لغز اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول منذ الثاني من أكتوبر الجاري مبنية على مزاعم وروايات كاذبة لا تستند لأي حقائق، إلا أن مراقبين يرون الحملة المسعورة لا تبحث عن أي حقيقة بقدر محاولة الإساءة إلى المملكة. ودحض وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف الفبركات الإعلامية، مؤكداً شجب المملكة واستنكارها للاتهامات الزائفة والتهجم عليها حكومة وشعبا على خلفية قضية اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي. وشدد وزير الداخلية، في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس) أمس (السبت)، على أن ما تم تداوله بوجود أوامر بقتله أكاذيب ومزاعم لا أساس لها من الصحة تجاه حكومة المملكة المتمسكة بثوابتها وتقاليدها، والمراعية للأنظمة والأعراف والمواثيق الدولية. ونوه بالتعاون مع تركيا من خلال لجنة التحقيق المشتركة وغيرها من القنوات الرسمية، مؤكدا حرص المملكة التام على مصلحة مواطنيها في الداخل والخارج. وبدت «الساعة الذكية»، التي حاول أن يبني من خلالها الإعلام القطري والتركي روايات سينمائية، مثار سخرية للمتخصصين في التكنولوجيا، بعد أن زعموا أن خاشقجي سجل فصول تعذيبه ومن ثم مقتله من خلالها. ورفض محلل CNN للشؤون الأمنية والاستخباراتية العميل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) روبرت باير أن تكون الساعة الذكية قد نقلت أي تسجيلات، لأن خاشقجي كان بعيدا جدا عن مدى اتصال «البلوتوث» بين ساعته وهاتفه. كما أن الإعلام التركي والقطري زعم أنه تم استخدام بصمة خاشقجي لمحاولة مسح التسجيلات، بيد أن ممثلا عن شركة «أبل» أكد لCNN أن الساعات التي تنتجها الشركة لا توجد بها إمكانية بصمة الإصبع! وفضح الكاتب الأمريكي المتخصص في شؤون الأمن القومي والإرهاب باتريك بوول الدور الإعلامي القطري في تضليل الإعلام الأمريكي حول قضية اختفاء خاشقجي، مشيراً إلى أن أحد المصادر النشطة، التي لعبت دوراً بارزاً في تسويق الشائعات والأخبار الزائفة للإعلام الأمريكي، هو العميل القطري خالد صفوري، الذي تربطه علاقة وطيدة بأحد داعمي تنظيم «القاعدة» وهو عبدالرحمن العمودي، المعتقل حالياً لدى السلطات الأمريكية، والمتورط أيضاً في مخطط محاولة اغتيال الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما كان ولياً للعهد.