في ما يشكل نهاية حقبة في ألمانيا، يختار حزب «الاتحاد الديموقراطي المسيحي» غدا (الجمعة) رئيسا له خلفا لأنغيلا ميركل بعد حكم دام 18 عاما. وسيكون خيار 1001 مندوب في الحزب المحافظ في مؤتمر يعقد في هامبورغ، تاريخيا «لأن من يفوز برئاسة أكبر حزب في ألمانيا سيصبح بعد فترة مستشارا للبلاد». ولا تبدو الأمور محسومة لمصلحة أي من المرشحين الاثنين الأوفر حظا، الأمينة العامة للحزب انيغريت كرامب كارينبوير (56 عاما) التي يسمونها «آ كا كا» وتلقب ب«ميركل الثانية»؛ لأنها تشاطرها مواقفها الوسطية، وهناك المليونير فريدريش ميرتس (63 عاما) المدافع عن توجه الحزب والبلاد إلى اليمين، ولا يتوقع المراقبون فوز المرشح الثالث الشاب ينس شبان. وقد لا تتمكن ميركل من الصمود؛ إذ إن كثيرين يتوقعون رحيلها من المستشارية قبل 2021 أيا كان الفائز في انتخابات الجمعة. ويمكن أن تضطر لتسليم دفة القيادة بعد الانتخابات الأوروبية في مايو إذا عاقب الناخبون من جديد الأحزاب التقليدية كما هو متوقع، أو على أبعد حد في انتخابات المناطق في 3 مقاطعات في البلاد تشكل معاقل لليمين المتطرف. ويرى الخبير السياسي إيكهارد يسي أن استمرار ولايتها حتى 2021 «شبه مستبعد مهما حدث لأن الحزب الاجتماعي المسيحي لن يبقى في التحالف (الحكومي) حتى ذلك التاريخ». واضطرت ميركل في أكتوبر بعد انتخابات مناطقية جاءت نتائجها مخيبة للآمال، للإعلان عن تخليها عن قيادة الحزب، لكنها تريد إكمال ولايتها الرابعة والأخيرة في منصب المستشارية، إلا أن هذا الأمر مرتبط بمن سيتولى قيادة الاتحاد المسيحي. ويحتاج الحزب اليوم أكثر من أي وقت مضى لنفس جديد. فهو يواجه من اليمين هجمات اليمين القومي المتمثل بحزب «البديل لألمانيا»، ومن الوسط انتقادات دعاة حماية البيئة (حزب الخضر)، ولم يعد يحصد مع حليفه البافاري «الاتحاد الاجتماعي المسيحي» أكثر من 26 إلى 28 % من الأصوات في استطلاعات الرأي.