اقترحت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أمس، رئيسة حكومة ولاية سارلاند الصغيرة إنغريت كرامب - كارنبوير، لتولّي منصب أمين عام حزبها المحافظ، ما أثار تكهنات بأنها تُعدّ خليفة محتملة لها. وقالت مركل إن كرامب - كارنبوير تتمتع بخبرة وصدقية قويتين، لأداء دور في وقت يتعرّض حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي الذي تتزعمه، لضغوط من أجل تحديد مواقفه السياسية. وستتولى كرامب - كارنبوير (55 عاماً) المنصب، بعدما أعلن الأمين العام بيتر تاوبر عزمه على الاستقالة لأسباب صحية. وسُئلت كرامب - كارنبوير عن سبب تخلّيها عن حكومة ولاية سارلاند وتكريس طاقتها في مقرّ الحزب في برلين، فأجابت: «نواجه واحدة من أصعب المراحل السياسية في تاريخ ألمانيا (ما بعد الحرب العالمية الثانية)». ولمع نجم كرامب - كارنبوير منذ إعادة انتخابها العام الماضي، وأدت دوراً رئيساً في المفاوضات الصعبة التي خاضتها مركل مع الحزب الاشتراكي لتشكيل ائتلاف حكومي. وكتبت صحيفة «زودويتشه تسايتونغ»: «ترسل مركل وكرامب - كارنبوير أول إشارة واضحة في ما يتعلّق بالنقاش في شأن خلافة الأولى، في غضون أربع سنوات على أقصى تقدير». وأضافت أن السيدتين اتفقتا «قبل أشهر» على ضرورة تولي كرامب - كارنبوير منصب تاوبر. ويُرجّح أن تُعيّن كرامب - كارنبوير، التي تطلق عليها وسائل الإعلام الألمانية «مركل ولاية سارلاند»، رسمياً خلال مؤتمر الحزب الذي سيُعقد في 26 الشهر الجاري، فيما يُتوقع أن تتخلّى عن رئاسة حكومة سارلاند التي تولتها منذ العام 2011. وتأتي الخطوة في وقت تواجه مركل انتقادات من حزبها في شأن تنازلات قدّمتها لتشكيل «ائتلاف كبير» مع الاشتراكيين، بما في ذلك التضحية بحقيبة المال. ويُعتبر تعيينها كرامب - كارنبوير في منصب بارز في الحزب، رداً على منتقدين طالبوا بوجوه جديدة لإنعاش الحزب، بعد أدائه المخيب في الانتخابات النيابية التي نُظمت في أيلول (سبتمبر) الماضي. وبتوليها منصب الأمين العام لحزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي، تسير كرامب - كارنبوير على خطى مركل التي تولت المنصب ذاته بين عامَي 1998 و2000، قبل أن تصبح مستشارة عام 2005. وتوصف كرامب - كارنبوير بأنها سياسية براغماتية ومتواضعة، وتُعدّ خياراً مضموناً لحفظ إرث مركل. لكن صحيفة «دي فيلت» نبّهت الى أن «اعتبارها مجرد نسخة عن مركل سيكون سوء فهم». ويمكن كرامب - كارنبوير، وهي كاثوليكية ملتزمة، مخاطبة الجناح الأكثر محافظة في الحزب، الذي اتهم مركل بتقويض قيمه التقليدية. ولفتت كرامب - كارنبوير الأنظار على الصعيد الوطني للمرة الأولى في آذار (مارس) الماضي، عندما فازت في انتخابات على مستوى الولاية اعتُبرت في مثابة اختبار لمزاج الألمان، قبل أشهر من انتخابات أيلول. وقدمت مركل شخصياً باقة زهور لكرامب - كارنبوير، بعدما أعاد الناخبون رئيسة حكومة الولاية إلى الحكم ب41 في المئة من الأصوات. وبالنسبة الى الزعيم السابق للحزب الاشتراكي مارتن شولتز، فقد شكّل ذلك بداية نهايته، إذ قاد الحزب إلى أسوأ نتيجة حققها في الانتخابات العامة منذ عقود. وتنحى من منصبه زعيماً للحزب الأسبوع الماضي، بعد أيام على إبرامه اتفاقاً على ائتلاف حكومي مع مركل، أثار انقسامات في الحزب. الى ذلك، تجاوز حزب «البديل من أجل المانيا» اليميني المتطرف المناهض للهجرة، الحزب الاشتراكي للمرة الأولى في استطلاع وطني، ليصبح ثاني أقوى الأحزاب في البلاد. وبات الحزب الشعبوي يحظى بتأييد 16 في المئة من ناخبي البلاد، في مقابل 15.5 في المئة للاشتراكيين و32 في المئة لحزب مركل.