بعد جولة مكوكية قام بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان شملت دولاً عربية عدة، إضافةً إلى ترؤسه وفد المملكة العربية السعودية وتمثيله العرب في قمة العشرين بالعاصمة الأرجنيتنية (بوينس آيرس) أخيراً، أثبت أن السعودية كبيرة -كما هو مؤكد دائماً- وفي مكانها الطبيعي بين الكبار، الكبار فقط؛ لأنها دولة مؤسسة لهذا النادي الدولي الذي يهيمن على 85% من اقتصاد العالم. ويعتبر الاقتصاد السعودي أيقونة الاقتصاد العربي، ورائداً في إحصاءات الاقتصاد الإسلامي، فمنذ إنشاء مجموعة العشرين، حرصت الرياض على أمورٍ مهمةٍ تخدم من خلالها مشاريع تنموية في بلدان العالم العربي والإسلامي، كما أنها تخفف المديونية على الدول الفقيرة، وتساعد اقتصادات الدول الناشئة بغية خروجها من أعباءٍ ثقيلةٍ تقع على عاتق مواطنيها. هذه هي السعودية، وهذا أميرها الذي خطف الأضواء في بوينس آيرس، إذ يشار إلى خطواته وكلماته ولقاءاته بالبنان، فهو سليلُ أسرةِ حكمٍ لم تتوانَ يوماً عن نصرة المظلومين بالأفعال لا الأقوال من اليمن وفلسطين إلى العراق وسورية مروراً بلبنان ومصر والأردن وليس انتهاءً بدول أخرى تطول قوائم الخير السعودي بذكرها وتعدادها. وفي قمة العشرين في الأرجنتين، ومن وجهة نظري كمواطن عربي ومتابع لصيق، كان المشهد السعودي الأكثر تميزاً، فقد طرق المعسكر الاقتصادي الشرقي أبواباً، فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقد قمة مطولة مع ممثل العرب، إضافة إلى رئيس وزراء الهند، ليتبعه كل من الرئيس الكوري الجنوبي والرئيس الصيني، وهذه إشارات تدل على عمق النظرة الثاقبة للأمير محمد بن سلمان في إدارة اللعبة الاقتصادية بالشكل الأمثل الذي يحفظ للمواطن السعودي إتمام مراحل الخطة الطموحة رؤية 2030 وخلق شراكات دولية تفضي بالمحصلة لاستمرار مسيرة الرخاء والازدهار في السعودية. إن السعودية في عهد الحزم والعزم بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وإشراف ومتابعة الأمير محمد بن سلمان، جعلت العالم يبادر لضرورة تعزير العلاقة معها كعاصمة وحيدة للقرار العربي (أي الرياض) بشهادة الغرب نفسه وبعض الأعداء والمتربصين أنفسهم، فالرياض هي القيادة التي أجمع العالم الإسلامي عليها؛ لأنها بلاد الحرمين والعين الساهرة على حماية مقدساتهم، والحارس الأمين لرفعة قضاياهم. فالحاقدون الحاسدون يتعبون أنفسهم دون أي نتيجة حين يريدون الإضرار بالسعودية التي أثبتت عبر تاريخها القريب والبعيد أنها عصية على المؤامرات، وقوية في تجاوز الصعاب بفضل تلاحم الشعب السعودي مع قيادته، وتراص صفوف المواطنين عند وقوع الأزمات إن وجدت، فالسعودية قافلة تنموية تسير. * أكاديمي وباحث سياسي سوري مقيم في مملكة السويد