توقّع مدير الطاقة في منتدى الطاقة الدولي الدكتور سعيد ناشط، أن يستمر الطلب العالمي على النفط، وأن تبقى الفجوة بين العرض والطلب مع صعوبة سدها بسبب الزيادة المطردة في الاتجاهين. وقال ل?"الحياة":"أتوقع أن يصل الطلب على النفط العالمي إلى 100 مليون برميل يومياً في عام 2015، بسبب حاجات العالم في المجالات الصناعية الكبرى، ما يجعل التركيز بشكل أكبر على منطقة الشرق الأوسط في مجال النفط والغاز خصوصاً إيران وقطر والسعودية والإمارات، وهم الكبار الأربعة في احتياطيات الغاز، تسبقهم روسيا، مشيراً الى زيادة الطلب على الغاز في السنوات المقبلة. وأكد أن أي خطر على أي منتج أو مصفاة تكرير حتى ولو لوقت محدود يشكل أهمية كبيرة قد تؤثر في الأسعار. وعزا سبب الزيادة الكبرى في أسعار النفط من 20 إلى 70 دولاراً للبرميل، الى التطور الاقتصادي الهائل الذي شهدته الصينوالولاياتالمتحدة، فهما يستهلكان 50 في المئة من الطلب العالمي. وعن تأثير زيادة العرض المتوقعة نتيجة التوسعات في مصافي النفط قال:"إن الطلب يزيد بشكل مستمر مع زيادة العرض، وبالتالي فإن الفجوة لن يتم ردمها بسهولة"، مشيراً إلى أن الطلب في عام 2004 على النفط كان الأكبر، متوقعاً أن تترك زيادة الإنتاج من النفط السعودي انطلاقاً من 10.5 مليون برميل يومياً في العام الحالي إلى 12.5 برميل في 2009 أثرها في الأسعار. من جهته، أوضح الخبير في شؤون الطاقة رئيس مركز الخليج العربي للطاقة والدراسات الاستراتيجية الدكتور عيد بن مسعود الجهني، ان اتفاق وزراء نفط"أوبك"في اجتماعهم الأخير الذي عقد في مقر المنظمة على إبقاء الإنتاج، يدل على استقرار السوق في ما يتعلق بالطلب على النفط وفي ما يتعلق بالأسعار. وأشار الى ان أسعار النفط بالنسبة إلى خام برنت فوق 60 دولاراً وتكساس بين 58 و59 دولاراً، وسعر سلة"أوبك"بين 55 و60 دولاراً يعد مرضياً لدول"أوبك"، بل إن ذلك السعر يجعل دول المنظمة خصوصاً دول الخليج العربية تضع خطة معقولة لموازناتها من عائدات النفط، التي تشكل بين 75 و90 في المئة من إيرادات تلك الموازنات. وفي ما يتعلق بزيادة إنتاج"أوبك"قال:"هذا يتوقف على زيادة نمو الطلب على النفط في سوق النفط الدولية، الذي يبلغ متوسطة الآن بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية ووزارة الطاقة الأميركية ومنظمة أوبك ومراكز دراسات وأبحاث متعددة بين 1.2 إلى 1.8 في المئة". وبالنسبة إلى وضع السوق بالنسبة إلى"أوبك":"تعتقد المنظمة أنه مناسب وأن المخزونات بالنسبة إلى أميركا والاتحاد الأوروبي ما زالت من دون تغيير جذري فيها، اذا ما استثنينا تراجع مخزونات البنزين في أميركا منذ شباط فبراير الماضي، ونعتقد أن أوبك تتجه إلى عدم زيادة إنتاجها في الوقت الراهن"، ويضيف الجهني:"إذا ما قامت أوبك بخفض إنتاجها فإن الدول خارجها وفي مقدمها روسيا والنروج ستستفيد من كل برميل تخفضه، لذلك فإن أوبك لديها قناعة بأن السوق النفطية الدولية متخمة إلى حد ما بالعروض من النفط، فليس هناك نقص في المعروض في السوق، إلا أن هناك بعضاً من أعضائها ينتجون أكثر من الحصة المحددة لهم من المنظمة". وتوقع الجهني استمرار النمو على الطلب النفطي في السوق العالمية بنسبة 1.8 إلى 1.9 في المئة سنوياً، مشيراً الى ان على"أوبك"إبقاء"باب الحوار مفتوحاً مع الدول خارج المنظمة، وفي مقدمهم روسيا والنروج، في ما يتعلق بمعادلة الأسعار والإنتاج". وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يرتفع نمو الطلب في الصين ثاني أكبر مستهلك للطاقة في العالم بعد الولاياتالمتحدة بمقدار 430 ألف برميل يومياً هذا العام إلى 7.57 مليون برميل يومياً ارتفاعاً من 400 ألف برميل يومياً العام الماضي.