أدلى الناخبون الأمريكيون بأصواتهم أمس (الثلاثاء) لاختيار كل أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 435، و34 من أعضاء مجلس الشيوخ من إجمالي 100، و36 من حكام الولايات. وأدلى أكثر من 34 مليونا بأصواتهم اعتباراً من أمس الأول في التصويت المبكر لانتخابات التجديد النصفي للكونغرس. وقد أكمل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أمس جولة في ثلاث ولايات في محاولة أخيرة لمنع الديموقراطيين من خرق سيطرته على الكونغرس، إذ ستكون هذه الانتخابات بمثابة استفتاء عليه بعد سنتين من فوزه بالرئاسة. واختتم ترمب مهرجاناته الانتخابية في كايب جيراردو في ميزوري، إذ تباهى بأن «الأجندة السياسية الجمهورية هي الحلم الأمريكي». وبعدما تمتعت إدارة ترمب بسيطرة جمهورية كاملة على مجلسي الشيوخ والنواب، تبدو الاحتمالات مفتوحة بأن تشهد الانتخابات النصفية مفاجآت قد تجبر ترمب على مواجهة معارضة ذات أنياب. وبحسب معظم استطلاعات الرأي يملك الديموقراطيون فرصة حقيقية للفوز بالغالبية في مجلس النواب، لكن على الأرجح سيحتفظ الجمهوريون بالسيطرة في مجلس الشيوخ. وقال ترمب لأنصاره في كليفلاند «انتخابات التجديد النصفي كانت مملة في السابق، والآن هي الحدث الأكثر سخونة». لكن ما إن وطأت قدماه ولاية أنديانا، حتى اعترف بإمكان أن يحقق الديموقراطيون غالبية في مجلس النواب. ولايستبعد مراقبون أن تجد الولايات المتّحدة نفسها في 3 يناير 2019 أمام كونغرس منقسم، ما سيكون كافيا لعرقلة برنامج ترمب التشريعي للأشهر ال22 القادمة، حتى حلول موعد الانتخابات الرئاسية عام 2020. وعكس آخر استطلاع للرأي أجراه معهد «إس إس آر إس» لحساب شبكة «سي إن إن» معطيات تثير قلق ترمب والجمهوريين حيال تصويت النساء، إذ يشير إلى أن 62% من الناخبات يؤيدن الديموقراطيين مقابل 35% يؤيدن الجمهوريين، في حين تتوزع أصوات الرجال بشكل متوازن بين 49% للجمهوريين و48% للديموقراطيين. ويختلف السباق بين غرفتي البرلمان. ففي مجلس النواب يتحتم على الديموقراطيين انتزاع 23 مقعداً إضافيًا للحصول على الغالبية. وفي مجلس الشيوخ، حيث يجري التنافس على 35 من مائة مقعد لولاية من ستّ سنوات، يتوقع الجمهوريون أن يعززوا غالبيتهم إذ إن ثلث المقاعد المعنية بالانتخابات هذه السنة هي مقاعد عن ولايات محافظة بغالبيتها.