أكد مدير الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة الدكتور حاتم بن حسن المرزوقي، أن جماعة الإخوان المسلمين أخطر الجماعات التي اخترقت الأمة الإسلامية وتسببت في العديد من النكبات على الإسلام والمسلمين في مختلف الأقطار، مضيفاً أن بلاءات حلَّت بالأمة خلفها هذه الجماعة ورموزها الذين ضلوا وأضلوا وحادوا عن طريق الحق ومنهج السلف الصالح القائم على الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف والغلو. جاء ذلك خلال رعايته المحاضرة التي نظمتها كلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة بالتعاون مع وحدة التوعية الفكرية مساء أمس الثلاثاء في قاعة الملك سعود، بعنوان «مظاهر الانحراف عند الإخوان المسلمين»، ألقاها الدكتور سعود بن عبدالعزيز الخلف رئيس الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والفرق والمذاهب، بحضور عدد من مسؤولي الجامعة وطلابها الذين يمثلون أكثر من 170 جنسية. وقال الدكتور المرزوقي: «إن جماعة الإخوان المسلمين أول من يتحرك بدعم وتأييد أي بلاء يحل بالأمة العربية والإسلامية ومنها الثورات التي دمرت الشعوب والتنظيمات المتطرفة التي أراقت دماء المسلمين، محذراً من أنها جماعة متلوّنة، فمنهم القطبيون الذين ينتمون لفكر سيد قطب الغارقة في تكفير المجتمعات المسلمة وهي المرجع للحركات الجهادية الإرهابية ومنها القاعدة وداعش وغيرها، وتولدت عنها جماعات التكفير والقتل، ومنها التيار السروري الذي صُنع للاندماج في المجتمع السلفي المتمسك بعقيدته، فهو يوافق في المظهر ويخالف في المخبر، وله أجندة تضرب المجتمع في وحدته، ومنها الحركة البنائية المتلونة التي يظهر أتباعها بصور وأشكال مختلفة، فمنهم من يقدم نفسه بصورة الوطني أو الناصح ظاهراً ويعمل في الخفاء على خدمة أهدف تنظيم الإخوان الإرهابي وينفذ أغراضه». وأشار إلى أن المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله ، من مقدِرتهِ التحليلية والاستشرافيّة للمستقبل رفض دخول حزب الإخوان منذ عام 1936م، وفي عام 2014م أعلنت المملكة العربية السعودية أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية متطرفة. وأوضح أن الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة أوجدت برنامج «كن واعياً» للتوعية الفكرية التزاماً منها بإيضاح الأفكار المتطرفة والجماعات الضالة، حيث يتناول البرنامج في كل محاضرة أحد المناهج الفكرية المنحرفة التي تحاول ضرب العقيدة ووحدة الصف والمجتمعات المسلمة. ولفت إلى أن الجامعة لا تضع أجوبة بل تطرح معادلات وحقائق أمام طلابها لكي يصلوا بأنفسهم إلى الحقيقة. من جهته، بيَّن الدكتور سعود بن عبدالعزيز الخلف أن الإخوان المسلمين تبنوا فكر الخوارج من حيث الهدف والوسيلة والمقصد، وقد بدأت بذرة فكر الخوارج في العصر الحديث منذ عهد حسن البنا الذي يخالف شرع الله ويزعم أن الدين قائم عليه وعلى جماعته، مختزلاً قول الله تعالى: (إنما المؤمنون إخوة) في جماعته فقط، موضحاً أن تسمية الإخوان المسلمين بهذا الإسم فيه تلاعب بالمصطلحات وافتيات على جميع المسلمين، حيث إن الأخوة ثابتة لجميع المسلمين واختزالها في جماعة أمر منهي عنه شرعاً. وقال: «إن من منهج الجماعة نقض البيعة والخروج على حكام المسلمين، لافتاً إلى أن فكرة تكفير الحكام تبناها بقوة سيد قطب أحد رموز الجماعة ومنظريها، مبيناً أن الإخوان المسلمين جعلوا شباب الأمة وقوداً لسفك الدماء والتدمير والخراب وإشاعة الفوضى، كما أن من أشد مخاطرها التحزب الشديد للجماعة وإبعاد وطعن كل مخالف لهم». ودعا الدكتور سعود الخلف أبناء الأمة إلى التنبه لمثل هذه الجماعات المتطرفة والتي تنتسب إلى الإسلام، والرجوع إلى أهل العلم الموثوقين لأخذ العلم الحقيقي منهم وفق المنهج السليم على منهج أهل السنة والجماعة، لكي يكون البنيان قوي الأساس لا يتأثر بالشبه التي يثيرها الأعداء والمخربين وأهل الضلال.