استنكر عدد من العلماء والمشايخ والشخصيات السياسية في السعودية الأعمال الارهابية التي قامت بها بعض الجماعات الدينية المتطرفة، واصفين مثل تلك الأعمال بأنها "خارجة عن الدين الإسلامي ودخيلة على المجتمع السعودي". وقال مدير الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة الشيخ الدكتور صالح العبود في تصريح إلى "الحياة": "ان حكم الخوارج ينطبق على من يقومون بالعمليات التفجيرية والأعمال الارهابية، ومن قضوا منتحرين في تفجيرات الرياض وغيرها". وعزا ذلك إلى "خرجوهم على الأمة والدين"، مطالباً ب"إراحة العالم أجمع من شرورهم وذلك باجتثاثهم من الارض وقطع دابرهم"، مشدداً على "أن الدين الإسلامي هو دين الوسطية". وقال استاذ الفقه والدراسات العليا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور صالح السدلان: "إن الذين تورطوا في التفجيرات أو الاعمال الأرهابية هم من الخوارج"، مشيراً إلى أن الذين قبض عليهم من السلطات السعودية من المتورطين في الأعمال الارهابية هم رهن التحقيق الأمني والحكم الشرعي وسيعاملون وفقاً لنصوص الشريعة الإسلامية". وأضاف ان "القسم الأكبر من الخوارج في الوقت الحالي مزروعون في المدارس والجامعات وقطاعات العمل ويجب الحوار معهم واقناعهم"، مشدداً على "أن خوارج العصر الحديث يفرخون في الشقق الخاصة والاستراحات وفي الدروس الدينية الخاصة التي لا يحضرها إلا القليل من الناس"، معتبراً "أن من لا يستنكر أعمال الخوارج بشدة فيه بلاء وفيه رائحة من التأثر بهم وعليه أن يعود إلى جادة الحق". ودعا إلى ايجاد "آلية لانقاذ الشباب من الانحراف الفكري والمحافظة عليهم بغرس العقيدة الإسلامية الصحيحة في نفوسهم". واعتبر الأمين العام للتوعية الإسلامية في الحج والداعية الإسلامي الشيخ جابر المدخلي "ان ما سمعناه وشاهدناه من عوامل الهدم والتدمير والأسلحة والتفجير ووسائل القتل والدمار والهلاك التي عثر عليها مع الجماعات في المنازل والمزارع في مدن عدة في المملكة، هو نذير فتنة وإعلان بلاء ومحنة تمر بها البلاد". وقال إن "الويل والثبور واللعنة والسخط والغضب لمن يحرك هذه الفتن ويثير هذه البلايا ويزعزع الأمن والاستقرار ويخيف المسلمين والآمنين والمطمئنين". وأضاف "ان مواجهة هذه الفئة الباغية في الداخل ومن يحركها من الخارج تحتاج إلى تظافر جهود العلماء والدعاة والمشايخ والخطباء ورجال الفكر والرأي ووسائل الإعلام المختلفة لكشف ما تنطوي عليه النيات السيئة لهؤلاء الخوارج الذين اتخذوا من الدين الإسلامي شعاراً يرققون به العواطف وذريعة لنشر الفساد في الارض وترويع الآمنين وتشويه سمعة وصورة الدين الإسلامي". إلى ذلك، دعا عضو مجلس الشورى السعودي، سليمان الزايدي إلى "ضرورة محاربة الأفكار المتطرفة والدخيلة على المجتمع السعودي جدياً، ونبذ الأفكار الارهابية التي اعتنقتها جماعات تتستر بالدين الإسلامي وهي بعيدة عنه تماماً". وأشار الزايدي إلى "ان من يحملون هذه الافكار هم افراز جماعات تحمل افكاراً متطرفة نتيجة تحولات فكرية في حياتهم". واعتبر أن ما تقوم به هذه الجماعات منكر وجرم عظيم وإثم كبير لما فيها من قتل النفوس والاعتداء على المسلمين بقتلهم وسفك دمائهم والاعتداء على المستأمنين والمعاهدين.