الوطن جملة حاوية لكثير من المنجزات والمعطيات والكلمات والأهازيج، هو كنز بشري يتلألأ بكل القلوب المحبة له.. وحب الوطن قيمة لا تخضع للمساومة أو البيع والشراء أو التدليس، أو الكذب، أو المهادنة أو التسلق، هي قيمة لا تباع ولا تشترى.. قيمة حسية لا يستطيع أي كائن أن يزنها بميزان، لذلك فالمشاعر تنبثق من ذاتها حتى إن أراد شخص ما أن يمارس فعلا خارج دائرة الحب فإن كلماته تتيبس لأن الحب حالة طازجة رطبة.. أفراح اليوم الوطني أخرجت سنوات طويلة من الكبت، وأسست كيفية التفاعل والمشاركة في المناسبات العظيمة، تحرك الناس كالأمواج لا أحد يسبق الآخر أو يعكر عليه... هذا هو المجتمع الصحي الذي حرمنا من مشاهدته لعشرات السنوات بحجة (الذئاب البشرية)، ففي أول أمس رعى الذئب مع الحملان الوديعة ولم ينقض على فريسة. والأوطان تنمو بالأفراح ومنح المحبين لأرضهم وإنجازات بلدهم الفرص المتوالية للتعبير عن ذلك الحب، وأجدني أعلق على هذا التفاعل بهذه الجملة: - الوطن هو بقاء الروح نزاعة للحياة. ** الشاعر المبدع عبدالله الصيخان في قصيدته هواجس في طقس الوطن جال في النفس ليخرج ما يعترك في قلب المحب، فظلت هذه القصيدة عنوانا للحب مثلها مثل أغنية وطني الحبيب.. ملتاعة لا هم لها إلا تراب الأرض. قد جئت معتذراً ما في فمي خبرُ رجلاي أتعبها الترحالُ والسفرُ ملَّت يداي تباريح الأسى ووعت عيناي قاتِلَها ما خانَها بَصَرُ إن جئتُ يا وطني هل فيك متّسع كي نستريح ويهمي فوقنا مطرُ وهل لصدرك أن يحنو فيمنحني وسادةً، حلماً في قيظهِ شَجَرُ يا نازلاً في دمي انهض وخذْ بيدي صحوي والتمَّ في عينيّ يا سهرُ واجمع شتات فمي واغزل مواجعَهُ قصيدةً في يدٍ أسرى بها وترُ وافضح طفولتيَ الملقاة فوق يدٍ تهتزُّ ما ناشها خوفٌ ولا كِبَرُ وصُبّ لي عطشَ الصحراء في بدني واسكبْ رمال الغضى جوعاً فأنحدرُ. * كاتب سعودي