لمعت في نادي المدينة الأدبي بروق الشعر دافئة تأسر وتثير قلوب الحاضرين والحاضرات المتابعين بشغف واستنكار حروفاً تأجّج اخضرارها لقامتين برعا في ميدان الشعر وتناوبا نثر عطره، وهما الشاعر إبراهيم صعابي والشاعرة الدكتورة أشجان هندي، فسكبا ما لديهما في ماعون الوقت الذي حكمه مدير الأمسية عيد الحجيلي وجعله خالصا للشعر دون أن يكون للمداخلات صوت في تلك الليلة، فقدم كل منهما قصائدهما المتوهجة منها (الحصار- بقايا حلم- غاب اللسان- أخاديد السراب- أستاذة النحو) للشاعر إبراهيم الصعابي، و(حبات الرمان- دانة- مقام صبا- الفصل- الذئب ذئبك- حضرة- قمر توسط نجمتين- أبجدية شوق” للشاعرة أشجان هندي والتي لفتت الأنظار بجرأة شعرها وإلقائها الذي تلته واقفة على المنصة. استهل الصعابي الأمسية ب “بقايا حلم” جاء في مطلعها: يا سادتي ما للوجوه تغيرت؟ خجل السؤال وعدم المستفهم يا سادتي تاريخنا ببياضه متألق ما باله يتقزم؟ يا سادتي ماذا أقول وفي فمي ماء وقلبي بالمشاعر مفعم ثم قدم قصيدته “أستاذة النحو”. ثم تحول الشعر إلى الصالة النسائية لتهدي الشاعرة أشجان هندي للوطن أعذب كلماتها التي اختارتها من ديوانها (ريق الغيمات) بعنوان “حضرة”: أوحشتني يا نور عيني اليمين حرام على الماء شرب نواياك يا بلد الطيبين تسنن بريق المحبين ذق طعم أنفاسهم وانتشي ريقهم كوثر الصادقين ثم عادت لتوقظ حريق الشعر في قصيدتها “حبات الرمان”. وبعدها استلم الصعابي زمام الشعر بقصيدته “الحصار”، لتعود أشجان بصوتها الجريء بقصيدة “مقام”. وانتهت الأمسية ولم تنته التساؤلات حولها لكتم أنفاس المداخلات والحوار بين الحضور والشاعرين فدار حوار طويل مع الشاعرة أشجان هندي في القسم النسائي حول أهم مشاركاتها الشعرية في المحافل الثقافية محليا وخارجيا وعن دواوينها إضافة إلى تعليقات أجابت عليها حول ديوانها الصادر عن نادي حائل الأدبي المسجل بصوتها وأثار ضجة، كما وجدت الهندي لوماً كبيراً على شعرها الغزلي بشكل احمرت منه وجنات العذارى في الأمسية التي اعتبرها الجميع ساخنة جدا لاسيما في قصيدتها “حبات الرمان” التي زادت فيها جرعات الغزل حتى سألتها إحدى الحاضرات كيف تنظرين إلى شعركِ مع ما تسكبينه من غرام وغزل فاضح وتلقينه بخيلاء وأنتِ في مجتمع صوت المرأة فيه عورة لتجيبها الهندي: “دليني أولا على من قال ان صوتي عورة” مشيرة إلى أنها ليست أول صوت يكتب الشعر ويشدو به ولن تكون آخر صوت. فيما بدأت استنكارات نسائية أخرى حول قصيدة “أخاديد السراب” للصعابي لتعمده الاقتباس من آيات القرآن في قصيدته في نصه يتجلى كصباح غاضب (يحسبه الظمآن ماء).