استشهد وأصيب عشرات المدنيين أمس الثلاثاء في غزة جراء القصف الإسرائيلي المستمر، فيما واصلت قوات الاحتلال عدوانها وحصارها للمناطق الشمالية في القطاع. وأفادت مصادر صحفية باستشهاد 6 فلسطينيين وإصابة آخرين بينهم نساء وأطفال في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا لعائلة الجدبة في منطقة الزرقا شمالي مدينة غزة. ووصف أطباء في المستشفى الأهلي المعمداني حالة بعض المصابين بالحرجة، بينما تواصل فرق الإنقاذ البحث عن مفقودين تحت الأنقاض. واستشهد 4 فلسطينيين على الأقل وإصابة آخرين بينهم أطفال في قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة حرب غرب مدينة غزة. وقد نقل المصابون إلى مستشفى الأهلي المعمداني ووصف الأطباء حالة بعض المصابين بالحرجة كذلك. واستشهدت امرأة وأصيب عدد من الفلسطينيين في قصف مدفعي إسرائيلي على شارع كشكو في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة. كما واصلت قوات الاحتلال تواصل توغلها في حي الزيتون منذ 90 يوما في عمليتها البرية السادسة منذ بدء حربها على غزة. أما في وسط القطاع، أفادت مصادر صحفية باستشهاد فلسطيني وإصابة آخرين بينهم أطفال جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلا في مخيم البريج. وقالت مصادر طبية أن 25 فلسطينيا استشهدوا في غارات إسرائيلية على القطاع. هذا وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم 54 عدوانها العسكري وحصارها للمناطق الشمالية، وتفصل بينها وبين مدينة غزة. ويتعرض المحاصرون في هذه المناطق لقصف جوي وآخر مدفعي بالتزامن مع عمليات نسف تتركز بمخيم جباليا وبيت لاهيا ومنطقة الصفطاوي. ويواصل الأهالي إطلاق مناشدات لإنقاذهم في ظل تفشي المجاعة، حيث يتعمد الاحتلال قطع الإمدادات الغذائية والدوائية عنهم منذ بدء عمليته. استشهاد عشرات المدنيين في قصف الاحتلال وبالتزامن مع القصف والحصار، تسببت الأمطار الغزيرة على قطاع غزة، في تدمير وجرف العشرات من الخيام التي تؤوي نازحين على ساحل منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس. وجرفت مياه البحر خيام النازحين وممتلكاتهم، حيث باتت مئات العائلات دون مأوى في ظل استمرار الأحوال الجوية السيئة وعدم توفر مراكز وخيام لإيواء النازحين في فصل الشتاء. ولفتت لويز ووتردج مسؤولة الطوارئ في وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إلى أنّ سكان غزة الذين يعانون سوء التغذية الشديد بسبب حرب إسرائيل على القطاع، يواجهون خطرًا إضافيًا للإصابة بالأمراض في الشتاء. ونقلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن ووتردج أنّ الأممالمتحدة قدرت أن حوالي نصف مليون شخص في جميع أنحاء غزة موجودون في مواقع معرضة للفيضانات والتي يمكن أن تغمرها النفايات السائلة بمجرد بدء هطول الأمطار. وبحسب مسؤولي المساعدات فإن أمطار الشتاء في غزة تهدد بإطلاق طوفان من مياه الصرف الصحي على مئات الآلاف من النازحين. من جانب أخر دعا رئيس حزب الصهيونية الدينية ووزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، إلى احتلال قطاع غزة وتهجير نصف سكانه، وأضاف أن تكلفة مخطط كهذا ليست كبيرة. وادعى سموتريتش خلال مؤتمر عقده مجلس المستوطنات، أنه "ينبغي احتلال قطاع غزة وإنشاء وضع يكون فيه عدد السكان الغزيين خلال سنتين نصف عددهم اليوم". واعتبر أنه "بالإمكان ويجب احتلال قطاع غزة، ولا ينبغي الخوف من هذه الكلمة. وسيضطر الجيش الإسرائيلي إلى التواجد هناك من أجل محاربة الإرهاب والحفاظ على الأمن ومنع غزة من التسلح مجددا. وخلال ذلك يسيطر الجيش الإسرائيلي على الجهد الإنساني. وهذه هي الطريق الوحيدة للقضاء على حماس". وقال سموتريتش إنه يجب تشجيع هجرة الغزيين. "تشجيع الهجرة الطوعية هي إمكانية سنطورها. وبالإمكان إنشاء وضع تكون فيه غزة بعد سنتين مع أقل من نصف سكانها الحاليين، وتحت سيطرة إسرائيل المطلقة". وفي سياق منفصل كشف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، الوزير مؤيد شعبان، أن جيش الاحتلال والمستعمرين نفذوا 407 اعتداءات ضد قاطفي الزيتون منذ بدء الموسم في الأسبوع الأول من الشهر الماضي وحتى الآن. وشملت الاعتداءات عنفًا جسديًا، أدى إلى استشهاد مواطن ومواطنة في نابلس وجنين على التوالي، إضافة إلى حملات اعتقالات ومنع وصول وترهيب. وأوضح شعبان في بيان صحفي أن الاعتداءات توزعت بين 120 اعتداءً نفذها جيش الاحتلال، 242 اعتداءً من قبل المستعمرين، و45 اعتداءً مشتركًا بين الجانبين. وتركزت معظم الاعتداءات في نابلس (160 حالة)، تلتها سلفيت (58 حالة) ثم الخليل (54 حالة). وأضاف أن الموسم الحالي شهد تصاعدًا غير مسبوق مقارنة بالسنوات السابقة، حيث زادت الاعتداءات من 333 في موسم 2023 إلى 407 هذا العام، بينما سجل موسم 2022 ما مجموعه 108 اعتداءات. وأشار إلى أن هذا التصاعد يأتي في ظل السياسات الداعمة للمستوطنين، كإعفائهم من المساءلة، وتسليح الميليشيات، وإغلاق الحقول الزراعية بقرارات عسكرية شملت 100 أمر إغلاق. وأكد شعبان أن اعتداءات المستعمرين شملت تدمير الأراضي الزراعية وسرقة المعدات، مما أسفر عن تدمير 3910 أشجار زيتون، مع تسجيل 29 عملية قطع وتكسير للأشجار و15 حالة سرقة للمعدات الزراعية. وشدد على أن الاحتلال يستهدف موسم الزيتون بشكل ممنهج، كونه يمثل رمزًا تاريخيًا ووجدانيًا للعلاقة بين الفلسطينيين وأرضهم. رغم ذلك، تمكن المواطنون من تجاوز مخططات الاحتلال عبر صمودهم وإصرارهم على استكمال الموسم، مؤكدًا أن صلابة الفلسطينيين تُفشل كل محاولات الاحتلال لخلخلة العلاقة بين الأرض وأصحابها. واقتحمت قوات الاحتلال كذلك، فجر الثلاثاء، جامعة بيرزيت شمال رام الله، واعتقلت عددا من الطلبة المعتصمين منذ 22 يوما داخل أسوار الجامعة ضد الاعتقال السياسي. ونفذت قوات الاحتلال عمليات تخريب واسعة في مجلس الطلبة ومرافق جامعة بيرزيت، إلى جانب اعتقال ثلاثة طلاب كانوا معتصمين داخل الجامعة. وسبق أن اقتحمت قوات الاحتلال جامعة بيرزيت، وشنت حملات اعتقال واعتداءات طالت الطلبة وعناصر من الحرس الجامعي، وسط عمليات تخريب لمرافق الجامعة. وفي نابلس، اندلعت اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال في مخيم بلاطة شرق نابلس، وأفادت مصادر محلية بمداهمة قوات الاحتلال منازل الفلسطينيين خلال اقتحامها المخيم. كما اقتحمت مدينة قلقيلية، والظاهرية، وقراوة بني حسان، ومخيم الدهيشة، وبيت لحم، ومخيم الأمعري، وتقوع وكانت أخطرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بهدم منازل فلسطينية في خربة الطويل، شرق عقربا، جنوب شرق نابلس. وأفادت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أخطرت شفويًّا بعض العائلات في خربة الطويل شرق عقربا، بهدم منازلها وبركساته أغنامها ومنشآتها، وأمهلتهم لمدة أسبوع. وبينت البيدر أن التجمعات البدوية شهدت منذ صباح الثلاثاء، عمليات هدم ومداهمات مركزة، طالت العديد من التجمعات البدوية في الكثير من مناطق انتشارها. واعتبرت ذلك يأتي في سياق حملة مسعورة، تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون، للتضييق على البدو، تمهيدا للعام 2025 الذي يخطط الاحتلال فيه، لبسط سيطرته على المناطق ج في الضفة الغربية. وفي سياق متصل، قالت منظمة البيدر إن سلطات الاحتلال تحول قريتي بردلة وكردلة شمال الأغوار الشمالية إلى منطقة معزولة أشبه بالسجن وتكثف من عمليات الحفر بهدف إقامة جدار حول القريتين لعزلها عن محيطهما الطبيعي وتضييق الخناق على سكانهما، وهو جزء من سياسات الاحتلال الهادفة إلى التهجير القسري ومصادرة الأراضي الزراعية. اعتداءات المستوطنين ضد قاطفي الزيتون