تستنفر الأطراف المعنية بالأزمة السورية في مدينة إدلب، وسط احتمال مواجهات في هذه المدينة التي شكلت نقطة صراع بين الأطراف الإقليمية والدولية. وفي أول تصعيد متبادل؛ أكد ناشطون سوريون أن تركيا نقلت مئات الجنود إلى الحدود السورية التركية، بينما استكمل النظام السوري استعداداته البرية في محيط إدلب لشن هجوم بري تزامنا مع التغطية الروسية الجوية. وبحسب مصادر إعلامية وناشطون؛ فإن المروحيات التركية نقلت 1800 جندي مع ضباط إلى النقطة العسكرية التابعة لإدارة الجندرما مقابل مطار هاتاي، استعداداً لنقلهم إلى الحدود السورية التركية، بينما كان رتل عسكري تركي دخل أمس الأول من معبر كفرلوسين يضم 15 آلية عسكرية بين دبابات وعربات وناقلات جند. في غضون ذلك، بدأت العديد من العائلات في إدلب وريفها النزوح خارج المدينة، في مؤشر اعتبره مراقبون أنه مؤشر لبدء العملية العسكرية، ما يزيد الأعباء على الجانب التركي وتحملها أعباء العملية العسكرية وتداعياتها الإنسانية. الجانب الأمريكي أيضا يستعد لسيناريو الحرب، إذ أكدت مصادر في المعارضة السورية ل «عكاظ» أن الولاياتالمتحدةالأمريكية وعدت بتقديم الدعم للفصائل المعتدلة في حال بدء الهجوم على إدلب. من جهة ثانية، تجددت الغارات على محافظة إدلب وجيوب محاذية لها تحت سيطرة فصائل متشددة ومعارضة، بعد توقفها لساعات، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن «الطيران المروحي التابع لقوات النظام ألقى نحو 60 برميلا متفجرا على بلدة الهبيط ومحيطها في ريف إدلب الجنوبي، ما تسبب بمقتل طفلة وإصابة ستة أشخاص». وشنت طائرات روسية وفق المرصد «أكثر من 10 غارات على بلدة اللطامنة في ريف حماة الشمالي الغربي» المجاور لإدلب، استهدفت بشكل خاص مقرات تابعة للفصائل. وأدت الغارات كذلك إلى خروج مستشفى في اللطامنة من الخدمة، غداة تضرر مستشفى آخر (السبت) في بلدة حاس في ريف إدلب الجنوبي. ويأتي تجدد القصف بعد توقفه منذ عصر (السبت)، بعد غارات روسية هي الأعنف منذ بدء دمشق مع حليفتها موسكو التلويح بشن هجوم وشيك على إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة لها، وفق المرصد.