أوضح الشاعر الناقد اليمني الدكتور عبدالعزيز المقالح ل«عكاظ» أنه اعتذر عن عدم المشاركة في الندوة التي تنظمها مؤسسة سلطان العويس الثقافية عن الشاعر اليمني الراحل عبدالله البردوني بمشاركة نخبة من النقاد والكتاب والمفكرين العرب تحت عنوان «البردوني الشاعر البصير»، وأشار المقالح إلى أنه يتعذر عليه السفر إلى الإمارات للمشاركة في الندوة نظرا لظروفه الصحية. وعن علاقة الصداقة وثيقة العرى التي جمعته بالشاعر الراحل عبدالله البردوني، أوضح المقالح أسفه العميق لرحيل شاعر كبير بحجم البردوني إلا أن عزاءه في تجربته الشعرية التي جمعت بين التجديد في المضمون والصورة وإن حافظ على كلاسيكيته الشكلية، واستمراره بين مجايليه على نظام القصيدة البيتية، وأكثرهم خروجاً عليه من داخله، مشيراً إلى أن تجربة البردوني أشبه بالعطر الجديد في آنية عتيقة، مؤكداً أن البردوني ترك فراغاً كبيراً برحيله برغم ثراء إرثه الإبداعي والثقافي، مضيفاً بأن الكبار إذا رحلوا يصعب على أي أحد أن يسدّ مسدّهم. وتزامنا مع انعقاد الندوة، أصدرت المؤسسة قصائد مختارة من شعر البردوني بعنوان «وجع السكوت» اختارها وقدم لها الباحث اليمني الدكتور همدان زايد دماج، مؤكدا فيها أن البردوني عاش حياة فريدة، غنية بالتجارب والأحداث، متمردة على بؤس الواقع وظلم الحكام، ومترعة بالأحزان والآمال على حد سواء. وهكذا فإن شعره أيضاً كان فريداً، غنياً، مُحلقاً في سماوات الإنسانية وعذاباتها، ومتمرداً على المألوف الشعري. وقال إن عملية انتقاء مختارات من بحر الإبداع البردوني الزاخر بالجواهر الشعرية الذي يحوي أكثر من 400 قصيدة منشورة، لم يكن بالأمر السهل أبداً؛ ولهذا لن نستغرب إذا ما لامنا مُحبو شعره، لاستثناء هذه القصيدة أو تلك، من هذه المختارات؛ فتجربة البردوني الشعرية، الممتدة لأكثر من نصف قرن، وما تخللها من تنوع وتجريب على كافة الأصعدة والأوجه، قد استطاعت أن تجذب إليها عدداً كبيراً من القراء، وأن تلامس ذوائقهم الشعرية على اختلافها. ويضم هذا الديوان عدداً من أجمل قصائد البردوني وأكثرها شيوعاً. وقد راعينا، في عملية الاختيار الصعبة أن تشمل هذه المختارات تنوعاً زمنياً وفنياً وموضوعياً يمكِّن القارئ من الإبحار في عالم البردوني الشعري، وأن يتلمس تنوعات قصائده المدهشة، ويستكشف تضاريس تجربتها الخلاقة في عالم الشعر العربي المعاصر.