أرسلت السلطات الأفغانية وحدات من القوات الخاصة إلى مدينة غزنة الليلة الماضية في مسعى لصد متمردي حركة طالبان الذين يوشكون على السيطرة على المدينة. ووجه الهجوم على غزنة، وهي مركز إستراتيجي على الطريق الرئيسي بين العاصمة كابول وجنوب البلاد، ضربة قوية للرئيس أشرف غني وقوض الآمال في احتمال بدء محادثات سلام مع طالبان. وقال دبلوماسيون في كابول إن الحكومة أقرت بأن الهجوم أخذها على حين غرة. وبعد 72 ساعة دون تعليق علني يذكر من قصر الرئاسة، أعلن غني على «تويتر» أنه سيتم إرسال تعزيزات إلى المدينة على وجه السرعة. وقال مسؤولون أفغان إن قوات خاصة أمريكية منتشرة على الأرض للمساعدة في تنسيق الضربات الجوية والعمليات البرية، لكن لم يصدر تأكيد من مقر الجيش الأمريكي في كابول. وبعد ثلاثة أيام من بدء هجوم المتمردين في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة، لا تزال المعلومات الواردة من غزنة مشوشة وغير مكتملة مع تضرر الاتصالات بشدة بعد تدمير معظم أبراج الاتصالات في المدينة بسبب القتال. غير أن السكان الفارين من المدينة تحدثوا عن دمار واسع النطاق. وقال مسؤول أمني إن قرابة 100 من أفراد الجيش والشرطة قتلوا وأصيب كثيرون. وأضاف أن خسائر طالبان كبيرة أيضا ويشمل ذلك مقتل نحو 50 مسلحا في ضربة جوية بينما كانوا ينتظرون الحصول على طعام مساء أمس (الأحد). وعدد القتلى والجرحى المدنيين غير معلوم لكن شهودا وصلوا إلى كابول ذكروا أنهم رأوا الكثير من الجثث في الشوارع. وقال مسؤولون بوزارة الداخلية إن 15 مدنيا على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 400 في الاشتباكات. ويمثل الهجوم على غزنة أقوى صفعة للحكومة منذ أن أوشك المتشددون على السيطرة على مدينة فراه بغرب البلاد في مايو. وقوض الهجوم الآمال في محادثات السلام التي انتعشت منذ هدنة مفاجئة مدتها ثلاثة أيام خلال عطلة عيد الفطر في يونيو. ويحذر مسؤولون محليون منذ أشهر من أن غزنة معرضة لخطر السقوط في أيدي طالبان.