تعكس تحذيرات الرئيس دونالد ترمب من مغبة التعامل مع إيران، الجدية والإصرار الأمريكي على تطبيق سلة العقوبات، التي وصفها بأنها «الأكثر إيلاما على الإطلاق»، بحذافيرها. وتتزامن الحزمة الأولى من العقوبات مع احتجاجات داخلية متصاعدة، الأمر الذي يؤكد أن طهران مقبلة على مرحلة من الغليان يمكن أن تقود في نهاية المطاف إلى سقوط النظام الإرهابي الحاكم. وبحسب مراقبين سياسيين، فإن الإدارة الأمريكية تبدو هذه المرة عازمة على إخضاع النظام الإيراني، وإذلاله، وتجفيف منابع تمويله للإرهاب سواء في اليمن أو لبنان أو العراق، ولذا كانت لهجة التهديدات واضحة ومحددة «أي جهة تتعامل تجاريا مع إيران لن يكون بإمكانها التعامل تجاريا مع الولاياتالمتحدة». وهو ما يعني أن إيران أضحت معزولة تجاريا واقتصاديا عن العالم، وهو ما سيؤجج الاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام، ويدفع بها إلى انتفاضة عارمة ومن ثم ثورة تطيح بنظام «ولاية الفقيه» الجاثم فوق أنفاس الإيرانيين منذ نحو 40 عاما. وقد بدأت الشركات العالمية الاستجابة للعقوبات الأمريكية وسارعت بالانسحاب من السوق الإيرانية التي تعاني من الركود وانهيار العملة، ومن المتوقع أن تكون وطأة العقوبات قاسية على الاقتصاد الإيراني الذي يعاني تدهورا غير مسبوق، فضلا عن البطالة المرتفعة والتضخم الشديد، وهو ما سيقود في نهاية المطاف إلى تجرع الملالي السم، والقبول بالشروط والإملاءات الدولية.