وسط تفاقم الاحتجاجات في أنحاء البلاد، وبعد فشل جولات التوسل في أوروبا وروسيا لوزير خارجية نظام الملالي جواد ظريف في إنقاذ الاتفاق النووي، بدأت طهران تستجدي بكين للحيلولة دون انهيار الاتفاق الذي اعترفت طهران منذ فترة ليست بقصيرة بأنه «دخل العناية المركزة». ولم يجد ظريف ما يقوله سوى أن دور الصين محوري في إنقاذ الاتفاق النووي بعد انسحاب الولاياتالمتحدة منه في مايو الماضي. واعتبر أن «دور الصين في تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) وفي التوصل إليه والآن في الحفاظ عليه سيكون محورياً». وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب انسحب في مايو من الاتفاق المبرم عام 2015. وأمر ترمب بفرض عقوبات قاسية على طهران سيبدأ تطبيقها اليوم (السبت) ومطلع نوفمبر القادم. وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية إن واشنطن أبلغت حلفاءها بالتوقف عن استيراد النفط الإيراني بحلول نوفمبر. من جهة أخرى، أعلنت مصادر إصلاحية أن مرشد النظام الإيراني علي خامنئي رفض مجددا قرار الإفراج عن زعماء الحركة الخضراء المعارضة (مهدي كروبي، ومير حسين موسوي، وزوجته زهراء رهنورد). وقالت المصادر: رغم موافقة رئيس النظام حسن روحاني على قرار المجلس الأعلى للأمن القومي برفع الإقامة الجبرية عن زعماء الحركة الخاضعين للإقامة الجبرية منذ 8 سنوات، فقد رفضه خامنئي مرة أخرى، بحسب ما أورد موقع «سحام نيوز» التابع لحزب «اعتماد ملي (الثقة الوطنية)» الذي يتزعمه كروبي أمس. وكان حسين كروبي، نجل مهدي كروبي، قد كشف الأسبوع الماضي بأن هناك قرارا من المجلس الأعلى للأمن القومي بالإفراج عن زعماء الحركة وسيتم تطبيقه خلال 10 أيام إذا لم يعارضه المرشد. واعتبر مراقبون سياسيون أن رفض خامنئي يعمق أزمة صراع الأجنحة داخل النظام، كما يؤكد أن روحاني فشل في مسعاه لتخفيف الضغوط عن حكومته في ظل تصاعد الاحتجاجات الشعبية والضغوط الدولية على طهران بسبب استمرار دعمها للإرهاب، وعدم وفائه بوعوده الانتخابية في تحسين المستوى المعيشي والاقتصادي المتهالك وإطلاق الحريات والإفراج عن السجناء السياسيين.